تزامنا مع تخليد الذكرى العشرين لتولي الملك محمد السادس الحكم، أصدرت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية حصيلة عملها في ظل عهد الملك الجديد، وقف فيها الوزير أحمد التوفيق على أكبر وجوه الإنجاز في وزارته خلال العشرين سنة، أهمها إطلاق الإعلام الديني بالمغرب، وإصلاح بنية المساجد، ورعاية الأواصر الدينية مع البلدان الإفريقية، إلى جانب الاستجابة إلى حاجيات المغاربة المقيمين في الخارج. وحسب حصيلة وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية لعشرين سنة، تميزت بتجديد الخطاب الديني على وسائل الإعلام، والارتقاء به، بإطلاق إذاعة محمد السادس للقرآن الكريم عام 2004، والقناة عام 2005، إضافة إلى إطلاق برامج الدروس الحديثية عام 2018، وهي المنابر، التي تضم دروسا دينية تمهيدية، وأخرى بيانية توضيحية، ودروسا تفاعلية. ووقفت وزارة التوفيق على إحياء المناسبات الدينية، خلال العشرين سنة الماضية، وقالت إن إحياء ليلة القدر من قبل الملك محد السادس تم، في 13 مدينة مختلفة، موزعة بين الشمال، والجنوب، والشرق، والغرب، من الراشيدية إلى طنجة، ثم وجدة، والدارالبيضاء، والعاصمة الرباط، مشيرة إلى أن التنويع في إقامة المناسبات الدينية بحضور الملك شمل كذلك ذكرى المولد النبوي. وعن تأطير الجالية المغرية، المقيمة في الخارج، تقول وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية إنها تبذل جهودا كبيرة في تأطير أفراد الجالية المغربية عبر إيفاد بعثات من الوعاظ، والواعظات لتوضيح، وتبيين مرامي الدين الإسلامي، وإيفاد مشفعين لمختلف المساجد خلال شهر رمضان، حيث خلصت إلى أنه ما بين عامي 2007 و2018، أوفدت الوزارة 3406 أشخاص للتأطير الديني بالخارج، توجه أكبر عدد منهم إلى فرنسا، حيث استقبلت 1575 واعظا، ومشفعا مغربيا، تليها بلجيكا ب433 مؤطرا مغربيا، كما تشير الوزارة إلى أن إيفادها لبعثات التأطير الديني شمل، كذلك، دول أمريكا، وإفريقيا، منها السنغال، والغابون. وعن الأنشطة الدينية، والثقافية، قالت الوزارة إنه رغبة منها في الاستفادة من الطاقات العلمية المدعوة إلى المشاركة في الدروس الحسنية الرمضانية، سطرت خلال العشرين سنة الماضية برنامجا ثقافيا موازيا لها، بمختلف المدن، والأقاليم، حيث أحصت الوزارة، بين عامي 1999 و2018 المئات من الدروس والمحاضرات، قالت فيها إن 100 منها نظمت في الأقاليم الجنوبية للمملكة، والدروس والمحاضرات الموازية، خلال هذه السنوات، بلغ ما يقارب 2800 درس، ومحاضرة. وأحصت وزارة التوفيق طبع، وتوزيع المصحف المحمدي، وتطوره خلال السنوات الأخيرة، وقالت إن الكميات الموزعة من المصحف، خلال الفترة ما بين 2011 و2018، بلغت ما مجموعه 6838266 نسخة، كما تم طبع 7242160 نسخة من المصحف، خلال الفترة نفسها، بتكلفة إجمالية بلغت 312973574 درهما، أما المصاحف المستوردة، فتقول الوزارة إنه خلال الفترة نفسها، تم استيراد 5847664 مصحفا، تم تحديد نوعيتها، والمطابع المستوردة منها. وتعتبر وزارة التوفيق أن معهد محمد السادس لتكوين الأئمة من بين أهم الإنجازات في المجال الديني في المغرب خلال العشرين سنة الأخيرة، إذ استقبل المعهد منذ عام 2014 بشكل سنوي 250 طالبا مغربيا، بالإضافة إلى المئات من الطلبة من مالي، وغينيا، وتونس، والسنغال، والتشاد، وحتى من دول أوربية، مثل بريطانيا، التي جاء طلبة من معهد السلام إلى معهد محمد السادس لتكوين الأئمة. وعن المساجد، تقول وزارة التوفيق إنه ما بين عامي 1999 و2019، عرف تمويل المساجد تحسنا، إذ بلغت ميزانية الاستثمار المخصصة لبناء، وتأهيل المساجد، وترميمها 789 مليون درهم عام 2019، مسجلة ارتفاعا تعدى 300 في المائة، خلال هذه الفترة، كما ارتفعت الاعتمادات المخصصة لتسيير المساجد، وصيانتها إلى 217 مليون درهم بزيادة 136 في المائة مقارنة مع عام 2009. وقالت الوزارة إن السكان المغاربة يحتاجون بناء 170 مسجدا سنويا، مضيفة أن الحركية المسجلة في مجال بناء المساجد، منذ عام 2003 ساهمت في تقليص العجز بين العرض، والطلب على أماكن العبادة، حيث ناهز عدد المساجد المشيدة، ما بين 1999 و2019، 1642 مسجد، منها 262 مسجدا شيد من طرف الدولة، و1375 مسجدا شيد من طرف الخواص.