قالت “هيومن رايتس ووتش” اليوم، إن ما سمّته ب”حكومة المنفى التي تُدير مخيمات اللاجئين الصحراويين في الجزائر” اعتقلت 3 منتقدين، بينما يدرس قاضي تحقيق توجيه تهمة الخيانة وتهم أخرى إليهم. الرجال محتجزون من قبل قوات البوليساريو هم كل من الناشطين مولاي آب بوزيد والفاضل محمد ابريكة، والصحافي محمود زيدان، فيما يحمل ابريكة، أيضا، الجنسية الإسبانية. وقالت لما فقيه، مديرة قسم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بالإنابة في “هيومن رايتس ووتش”: “على السلطات الصحراوية تقديم أدلة موثوقة تُظهر أنّ بوزيد، وابريكة، وزيدان قد يكونون ارتكبوا أعمالا إجرامية حقيقية، وليس مجرد انتقاد سلمي للبوليساريو. إذ لم تكن لديها أدلة تُبرّر تهما جنائية، فعلى السلطات الإفراج عنهم”. ونقلت المنظمة الحقوقية الأمريكية عن بيان لما سمته “محكمة في الجمهورية الصحراوية”، صدر في 20 يونيو، أن الرجال الثلاثة سيتم التحقيق معهم بتهم القذف والسب، و”التحريض على العصيان”. وأوضحت “رايتس” أن رسالة إلكترونية تلقتها في 15 يوليو، كتب ممثل البوليساريو في الأممالمتحدة في نيويورك، سيدي عمر، أن “المتهمين ما زالوا رهن الاحتجاز الوقائي ويخضعون لتحقيق قضائي بلتهم منها الخيانة بحق الأمة، والأعمال العدوانية ضد الدولة الصحراوية، وبث الفرقة، والتخريب، والتشهير والقذف”. وأشار بيان “هيومان رايتس ووتش” إلى أن عقوبات هذه التهم هي السجن لمدد تتراوح بين 5 سنوات والمؤبد، “ومع ذلك، لم تكشف السلطات حتى الآن، بعد شهر على اعتقال الرجال، عن أساس هذه التهم”. وحتى منتصف يوليوز الجاري، كان الرجال الثلاثة محتجزين في سجن الذهيبية الذي يقع خارج مخيم الرابوني، حيث يوجد مقر “حكومة” جبهة البوليساريو بالقرب من تندوف، في الجزائر. وقال ببيه آب بوزيد، شقيق بوزيد، ل “هيومن رايتس ووتش” في 5 يوليوز، إن السلطات سمحت لسيدي احمادي، ابن خال بوزيد، بزيارته في 23 يونيو. كما أخبر بوزيد احمادي أن السلطات سمحت له بمغادرة زنزانته مرة واحدة فقط، وأنهم قيدوا يديه وعصبوا عينيه أثناء جلسات الاستجواب المتعددة. ونقلت “رايتس” عن الأخ قوله إن السلطات أنهت الزيارة بعد خمس دقائق عندما بدأ السجين في إخبار ابن خاله عن الأسئلة التي طرحها عليه المحققون. فيما قال شقيقه إن زيارة محامي بوزيد في 2 يوليوز انتهت بالطريقة نفسها عندما بدأ بوزيد مناقشة جلسات التحقيق معه، وقال إن المحققين حاولوا إجباره على توقيع اعتراف مكتوب. احمادي زار بوزيد مجددا في 11 يوليوز في سجن الذهيبية. وبعد الزيارة، وزع بيانا على وسائل التواصل الاجتماعي قال فيه إن بوزيد وقع على اعترافات مكتوبة بعدما دخل أفراد أمن من البوليساريو إلى زنزانته وهددوا بتعذيبه. وقالت فاطمتو المهدي ابريكة، شقيقة ابريكة، ل “هيومن رايتس ووتش”، إنها زارته في 11 يوليوز في سجن الذهيبية، وأنه أخبرها أن عدة أفراد أمن خرجوا من أربع شاحنات عسكرية أوقفوه حين كان يخرج من مركز طبي في الرابوني في 18 يونيو. أخبرها انه استُجوِب بشكل متقطع خلال تسعة أيام في موقع غير معروف، وكان دائما مقيد اليدين ومعصوب العينين. بناء على ذلك، قالت “هيومن رايتس ووتش”، إنه إذا كان أفراد الأمن قد استجوبوا بوزيد وابريكة فعلا، وهما مقيدا اليدين ومعصوبا العينين، وهددتهما أو أجبرتهما على توقيع اعترافات مكتوبة، فإن ذلك يشكل مسا خطيرا بالشرط الذي يقتضيه القانون الدولي بأن يكون الاعتراف طوعيا.