حصل “اليوم 24” على معطيات بشأن التحقيق الذي أجرته مصالح الشرطة بالدار البيضاء، مع مفتش الشرطة الممتاز الذي قام بقتل شخصين، رجلا وامرأة، بدم بارد، في الساعات الأولى من يوم الأحد الماضي بالبيضاء. مفتش الشرطة، الذي تمكنت مصالح إدارته من توقيفه في منتجع “الرأس الأسود” شمال البلاد، بعدما شغل هاتفه في محاولة للاتصال بشخص ما هناك، حكى للمحققين رواية جديدة عن سلسلة الأحداث التي أدت إلى ارتكابه تلك الجريمة المروعة. وقال إن الحادث بدأ عندما كان واقفا يتجاذب أطراف الحديث مع حارس أمن ملهى “عبر المحيط” بمدخلها، حينما لاحظ مجموعة من الأشخاص، بينهم الضحيتين، وهم بصدد الخروج من الملهى، قبل أن يذهب الضحية الأولى إلى شباك أوتوماتيكي لسحب المال بغرض تسديد فاتورته. وفي تلك اللحظات، اقترب من الضحية الثانية عامل بالملهى محاولا التحرش بها، لكنها نهرته وعاد أدراجه. يشار إلى أن ملهى “عبر المحيط” يحتوي على صراف آلي في داخل أروقته المؤدية للخارج. لم يتوقف المشهد عند هذه الحدود، بل إن الفتاة الضحية بمجرد عودة صديقها الضحية الآخر في الحادث، أخبرته بما وقع لها مع العامل في الملهى، وهو ما تسبب في مشاجرة بينهما. هذا العامل نادل في الملهى، وهو الشخص نفسه الذي ظهر يقدم تصريحا لموقع إلكتروني يتضمن تصويرا مختلفا للحادث. الشرطي حسب أقواله، اضطر للتدخل لفض الشجار، لكن سرعان ما تطور الأمر إلى مشاجرة عنيفة بين الشرطي والضحية. وقد تدخل حراس الأمن لإبعاد الطرفين نحو الشارع العام، وهناك، وبسرعة، استعمل الشرطي سلاحه مرديا الضحية قتيلا، بعدما كاد الضحية نظرا لقوته الجسمانية أن يغلبه. وفي الفوضى التي تبعت سقوط الضحية الأولى، شرعت الضحية الثانية في الصراخ، فقد كانت شاهدة على الطريقة التي قتل بها صديقها. لكن حارس الأمن الذي كان مرافقا للشرطي، وهو نفسه من كان بمعيته قبل اندلاع الشجار، تدخل لتعنيف الفتاة كي يثنيها عن تحويل الحادث إلى قتل غير شرعي. وقرر الشرطي حينها إعدام الفتاة كي لا يكون هناك أي شاهد ضده. وأودع قاضي التحقيق الشرطي القاتل بالسجن، بعدما تابعه بتهمة القتل العمد، وتهم أخرى، بينما لاحق ستة أشخاص آخرين، بينهم حارس الأمن الذي عنف الضحية الثانية، ونادل الملهى الذي كان تصرفه سببا في تطور الأحداث، بتهم تضليل العدالة، وشهادة الزُّور وتقديم بيانات كاذبة.