بعد مرور حوالي سنة على نجاح شرطة تازة في فك لغز عصابة متخصصة في سرقة الأغنياء، طوت مؤخرا غرفة الجنايات الابتدائية لدى محكمة الاستئناف بنفس المدينة، الجولة الأولى من محاكمة عناصر العصابة، حيث وزعت المحكمة على المتهمين الخمسة من بينهم فتاة، 30 سنة سجنا نافذا و3 أشهر موقوفة، بعدما آخذتهم من أجل التهم الجنائية الثقيلة المنسوبة إليهم كل بحسب الأفعال الإجرامية التي اعتقل من أجلها، وتخص “جناية السرقة الموصوفة بالتعدد والكسر والتسلق، والمقرونة بظروف التشديد لارتكابها خلال الليل”، و”إخفاء مبلغ مالي متحصل عليه من جناية”، و”جنحة عدم التبليغ عن جناية”. وبحسب منطوق حكم غرفة الجنايات الابتدائية بتازة، فقد أدانت المحكمة العقل المدبر للعصابة التي تتخصص بحسب ما يروج بمدينة تازة في سرقة الأغنياء، آخر ضحاياها طبيب صاحب مصحة خاصة مشهورة بنفس المدينة، (أدانته) ب10 سنوات سجنا نافذا، كما حكمت على مساعديه ب8 سنوات نافذة لكل واحد منهما، فيما حصل المتهم الرابع من العصابة على 4 سنوات سجنا نافذا، أما عشيقة العقل المدبر والتي توبعت بجنحة عدم التبليغ عن جناية، فقد حكمت عليها المحكمة بحكم مخفف حددته في 3 أشهر موقوفة التنفيذ. وفي الدعوى المدنية التابعة، قضت المحكمة بإرجاع المتهمين الأربعة المدانين بالسجن النافذ، المبلغ المالي الذي تحصلوا عليه من السرقة، حددته المحكمة في 219 مليون سنتيم، من أصل المبلغ الإجمالي المسروق من “فيلا” الطبيب، وهو 240 مليون سنتيم، وذلك بعدما تمكنت عناصر الشرطة من ضبط مبلغ 21 مليون سنتيم في حوزة المتهمين خلال توقيفهم في مدن تازة وصفرو وكرسيف، ورفضهم الكشف عن بقية المبلغ المسروق، فيما طالب دفاع الطبيب، المطالب بالحق المدني بتعويض مالي، حددته المحكمة في مبلغ 60 مليون سنتيم في مواجهة جميع المتهمين تضامنا فيما بينهم. وتعود قصة هذه العصابة التي روعت الأغنياء بمدينة تازة والمدن المجاورة لها كفاس وصفرو ومكناس، إلى الصيف الماضي، لما تقدم طبيب يملك مصحة خاصة مشهورة بمدينة تازة، بشكاية للشرطة عقب اختفاء 240 مليون سنتيم من “الفيلا” التي يقطنها الطبيب بحي بورجوازي بمدينة تازة، مما عجل بتحرك عناصر الشرطة لفك لغز هذه العصابة التي تستهدف الأغنياء، والذين يخزنون جزءا من أموالهم بالصناديق الحديدية بمنازلهم (coffre-fort)، حيث تمكن المحققون حينها، بحسب ما كشفت عنه محاضر الشرطة، من الوصول إلى العقل المدبر وعشيقته، جرى توقيفهما بمدينة كرسيف بداخل شقة مفروشة معدة للكراء، مما سهل على الأجهزة الأمنية وصولهم لبقية عناصر العصابة داخل مخابئهم بكل من مدينتي تازة وصفرو. واعترف المتهمون كما جاء في محاضر الشرطة والمحكمة، بخطتهم التي استهدفت الطبيب، والذي أخضعته عناصر العصابة لعمليات مراقبة وتربص تجاوزت الستة أشهر، حيث زاره العقل المدبر بمصحته الخاصة المشهورة بمدينة تازة، بعدما قدم له نفسه على أنه مريض، وخضع لعملية فحص سريري من قبل الطبيب، وهو ما مكن المتهم من قضاء أوقات بالمصحة الطبية، مكنته من مراقبة المكان الذي يحتفظ فيه الطبيب بالأموال التي يجنيها يوميا من مرضاه الذين يتوافدون عليه يوميا بكثرة، حيث كانت المصحة هدفا للعصابة، قبل أن يغيروا خطتهم بعدما تأكد العقل المدبر من نقل الطبيب لأمواله لتخزينها بالصندوق الحديدي الموجود “بالفيلا”، وهو ما تأكد بالفعل، بعدما وضع المتهمون خطة دقيقة للتسلل إلى “الفيلا” ليلا، مستغلين غياب الطبيب والذي كان يعيش فيها بمفرده، تورد محاضر الشرطة التي حققت في هذه القضية، فيما تواصل الأجهزة الأمنية، أبحاثها للوصول إلى متورطين آخرين مفترضين لهم علاقة بالعصابة التي تستهدف الأغنياء، خصوصا أن المتهمين الأربعة المدانين ابتدائيا، رفضوا التعاون مع الشرطة لكشف اللثام عن العمليات التي سبق لهم أن نفذوها من قبل، قد يكون من ضحاياها أغنياء آخرون بداخل مدينة تازة أو بمدن مغربية مجاورة، تُورد مصادر “أخبار اليوم”.