خلف الإعلان الرسمي عن مشاركة المغرب، اليوم الثلاثاء، في أشغال “الورشة حول السلام والازدهار”، التي ينتظر أن تعرض الشق الاقتصادي ل”صفقة القرن”، موجة استياء واسعة في صفوف عدد من الهيآت، التي كانت قد دعت إلى مسيرة رفض المشروع الأمريكي، وهي المسيرة، التي شارك فيها الآلاف من المغاربة، أول أمس الأحد، في العاصمة الرباط. وفي حديثه ل”اليوم 24″، اليوم، قال أحمد ويحمان، رئيس المرصد المغربي لمناهضة التطبيع، إن “مسيرة الشعب المغربي، قبل يومين، عبرت في عاصمة البلاد عن إجماع على وصف ورشة البحرين بخيانة للشعب الفلسطيني، والمغرب، وبالتالي، فإن المشاركة مدانة بكل قوة”. ويرى ويحمان أن المغرب اتجه نحو تخفيض تمثيليته إلى مستوى رمزي، بالاقتصار على إطار من وزارة المالية، ولكنه استطرد، وقال إنه “حتى على المستوى الرمزي ما كان للمغرب أن يشارك”، مفسرا هذه المشاركة بالاستجابة لضغوطات “ما كان للمغرب أن يخضع لها”، معتبرا أن مشاركته “تبعث على الخجل”. من جانبه، قال حسن بناجح، القيادي في جماعة العدل والإحسان، تعليقا على المشاركة المغربية في ورشة البحرين، إن “بيان المسيرة الشعبية المغربية أصدر حكم الخيانة في حق كل من يشارك في ورشة المنامة لتمرير صفقة القرن”، مضيفا أن “حكم الخيانة يكتسب وزنه بالتصديق عليه بإجماع مختلف القوى، والأحزاب المغربية الموالية، منها، والمعارضة، الشعبية منها، والحكومية، التي شاركت بقوة في المسيرة التاريخية ليوم الأحد 23 يونيو 2019”. وذكر بناجح بالموقف، الذي عبرت عنه مختلف القوى السياسية، والنقابية في البيان الختامي لمسيرة، الأحد الماضي، ضد “صفقة القرن”، والذي جاء فيه أن “الشعب المغربي يرفض أي مشاركة في ورشة الخيانة هذه، وعلى أي مستوى كان، وتحت أي ذريعة، وبأي تبرير”. يذكر أن “جاريد كوشنر”، مستشار الرئيس الأمريكي، كان قد خرج في سلسلة حوارات، مساء أمس الاثنين، أكد فيها حضور المغرب لورشة البحرين، قبل أن تصدر وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي بلاغا رسميا، مساء أمس، أعلنت فيه عن مشاركة المغرب في المؤتمر المثير للجدل، استجابة لدعوة من حكومتي مملكة البحرين، والولايات المتحدةالأمريكية. الخارجية سطرت، في بلاغها، أن المشاركة المغربية ستتمثل في إطار من وزارة الاقتصاد والمالية، مشددة في السياق ذاته على الموقف الثابت، والدائم للمغرب من القضية الفلسطينية.