حقق المنتخب المغربي الأهم، في أول ظهور له في المجموعة الرابعة لنهائيات كأس إفريقيا للأمم، التي تقام حاليا في مصر، بعد أن حصد 3 نقاط أمام ناميبيا، غير أن الأداء والمتسوى الذي قدمته العناصر الوطنية، لم يبث في نفوس المغاربة الطمأنينة والثقة، خاصة وأن اللقائين القادمين، أمام كل من الكوت ديفوار وجنوب إفريقيا، سيكونان أصعب بكثير من اللقاء الأول. هذا الظهور الخافت، والوجه الشاحب للعناصر الوطنية، أجمع جل المتتبعين، بأنه راجع بالأساس للتشكيلة الأساسية التي دخل بها الناخب الوطني، هيرفي رونار، والتي أحدث فيها مجموعة من التغييرات، سواء لظروف قاهرة بسبب الإصابات، أو لاختيارات تقنية. وقبل الموعد القادم، الذي يراه الكل بأنه حاسم ومحدد لمصير “الأسود” في المجموعة الأولى، فإن هناك شبه إجماع، على ضرورة إجراء رونار، لثلاث تغييرات أساسية: بوفال أساسي التركيبة والنهج الهجومي الذي اعتمده رونار مع بداية مباراة ناميبيا، كان قاصرا للغاية، وعاجزا عن خلق جمل تكتيكية وهجمات تهدد مرمة الخصم، فالأطراف افتقدت للديناميكية الضرورية، أما يوسف النصيري، ظل معزولا بين “ثكنة” المدافيعن المرابطين في الخلف، ولم تتغير الأمور حتى دخل بوفال، في أول ربع ساعة من الجولة الثانية. لاعب ساوثهامبتون الإنجليزي، والمعار لسيلتا فيغو الإسباني،”خلخل” دفاع ناميبيا منذ دخوله، وكان مصدر الخطورة الأبرز على دفاعاتهم، فكاد أن يسجل في مجموعة من الكرات، وخلق مساحات للمهاجم النصيري ثم خالد بوطيب. ويرى عشاق “الأسود” بأن حضور بوفال الأساسي، بات ضروريا في مباراة الكوت ديفوار القادمة. المزراوي مكان درار نبيل درارا، الظهير الأيمن للمنتخب الوطني، كان من بين أسوء الأسماء في مباراة ناميبيا الأخيرة، فالرجل ظهر بطيئا ولم يقوى على مجاراة سرعة مهاجمي منتخب ناميبيا، كما أن أنه لم يقدم المساندة المرجوة للخط الأمامي. ومع تراجع مخزونه البدني، ارتكب درار العديد من الأخطاء، التي كادت أن تكلفه كثيرا، لذلك فإن الضرورة باتت ملحة لدخول اللاعب نصير المزراوي، لاعب أجاكس الهولندي، في حال ما تأكدت جاهزيته البدنية لهذه المباراة، بحكم أنه يمتاز بالسرعة، وقادر على تقديم إضافات للخط الأمامي. بلهندة والأحمدي مكانة هذا الثنائي، ودورهما في خط الوسط، ظهر بشكل جلي، في المباراة الأخيرة، فثنائية أيت بناصر وبوربيعة، لم تقدم الإضافة المرجوة، خاصة عل المستوى الهجومي، إذ تباعدت الخطوط الأمامية، وغاب الانسجام بين لاعبي الوسط والمهاجمين. ثنائية بلهندة والأحمدي، أصبح تواجدها في مباراة الكوت ديفوار القادمة، أمر ضروري، حتى تعود الديناميكية لخط الوسط، والانسجام أيضا، على الرغم من كون الجاهزية البدنية لبلهندة مازالت محط شك، بسبب عدم انتظامه بعد في تداريب “الأسود”.