استقالت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، اليوم الجمعة، رسميا، من رئاسة الحزب المحافظ، معلنة بذلك بدء السباق لخلافتها الذي سيحدد من سينجح في المهمة الشاقة التي فشلت فيها، وهي تنفيذ بريكست. وما يزيد مرارة هذا الرحيل، تصاعد نفوذ حزب بريكست بزعامة نايجل فاراج، حيث تصدر الحزب المشكك في جدوى الاتحاد الأوروبي الذي تم تأسيسيه قبل بضعة أشهر، نتائج الانتخابات الأوروبية في أواخر ماي بحصوله على 31,6% من الأصوات. إلا أنه فشل في الدخول إلى البرلمان البريطاني الخميس في الانتخابات التشريعية الفرعية التي أجريت في بيتربورو في شرق بريطانيا، مقابل حزب العمال الذي تمكن من الحفاظ على مقعده رغم إطار محلي غير مؤات للغاية. وبعد تقديم استقالتها من منصب رئاسة الحزب المحافظ، الذي لم ينظم أي مراسم لذلك الجمعة، ستبقى تيريزا ماي في مهامها إلى أن يعين الحزب خلفا لها بحلول أواخر يونيو، حيث أنه في المملكة المتحدة، يتولى منصب رئاسة الوزراء، رئيس الحزب الذي يملك أكثرية في البرلمان. وأوضح المتحدث باسم ماي الخميس أنه خلال الأسابيع القادمة، ستواصل ماي “العمل من أجل شعب هذا البلد. أما في ما يخص بريكست، فقد أشارت ماي إلى أنه لن يترتب عليها هي الدفع بهذه الآلية إلى الأمام، لكن سيكون على خلفها القيام بذلك”. وسيترتب على رئيس الحكومة البريطانية المقبل إعادة بريكست إلى مساره سواء عبر إعادة التفاوض بشأن اتفاق جديد مع بروكسل، أو عبر اختيار الخروج من دون اتفاق، وهما سيناريوهان مطروحان في خضم السباق لخلافتها. يشار غلى أن تيريزا ماي والتي تبلغ من العمر 62 عاما، رئاسة الحكومة البريطانية في يونيو 2016، بعد وقت قصير من تصويت البريطانيين بنسبة 52 في المائة لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي خلال استفتاء 23 يونيو من العام نفسه. وكان يترتب على ماي قطع علاقات عمرها أكثر من أربعين عاما مع الاتحاد الأوروبي لكن أيضا جمع البريطانيين خلف رؤية موح دة لبريكست قابلة إلى سد الفجوة بين مناصري ومعارضي هذا الانفصال التاريخي، وهو الأول في الاتحاد. إلا أنها لم تتمكن من كسب التحدي.