وجد يوسف بنجلون، رئيس الغرفة المتوسطية للصيد البحري، والمستشار البرلماني بمجلس المستشارين، نفسه في فوهة مدفعية مهنيي الصيد البحري في كل من ميناء طنجةالمدينة، وميناء أصيلة، الغاضبين من استنزاف الحصص المخصصة لهذه الدائرة البحرية من صيد سمك أبو سيف، وذلك في ظرف زمني وجيز أقل من المدة المحددة من لدن وزارة الفلاحة والصيد البحري ومكتب الصيد. وعرف ميناء طنجةالمدينة الذي دشن افتتاحه الملك محمد السادس، خلال الأسبوع الماضي، احتجاجات صاخبة للبحارة المحليين وغالبيتهم من مهنيي الصيد التقليدي، منددين بفتح الاستغلال للقوارب القادمة من دوائر بحرية أخرى، تنتمي إلى ميناء القنيطرة، المهدية، سلا، ومولاي بوسلهام، وهو ما أدى إلى استنزاف الحصة المسموح صيدها من سمك أبو سيف المعروف وسط البحارة ب “اسبادون”، حيث سجل مكتب الصيد بميناء طنجة نفاد حصة 500 طن في ظرف زمني قياسي لم يتعد بضعة أيام. ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل إن ممثلي مهنيي الصيد البحري، نقلوا معركة احتجاجاتهم إلى وزارة الفلاحة والصيد البحري، والتي احتضنت يوم الخميس الماضي، اجتماعا حضره مسؤولون كبار بالوزارة، وجمعيات البحارة، ويوسف بنجلون، رئيس الغرفة المتوسطية للصيد البحري، حيث طالب المهنيون خلال هذا اللقاء بتأمين حصة بحارة ميناء طنجةوأصيلة، من المراكب القادمة من السواحل الغربية والجنوبية. ووجه رؤساء جمعيات بحارة وأرباب قوارب الصيد التقليدي بطنجةوأصيلة، شاركوا خلال اللقاء الذي انعقد بمقر وزارة الصيد البحري في الرباط، لوما كبيرا إلى رئيس الغرفة المتوسطية يوسف بنجلون، لكونه أحد كبار تجار السمك الموجه للتصدير بالشمال، وأحد المتحكمين في قيمة المنتوج البحري بسوق العرض والطلب، معتبرين أن صيد المخزون السمكي المحدد في الكوطا في ظرف زمني قصير، يصب في صالح التجار المصدرين الذين يشترون منتوج “أبو سيف” بثمن منخفض. وبحسب مصادر حضرت الاجتماع، فإن تبادل النقاش بين المشاركين تطور إلى ملاسنات حادة بين المهنيين ورئيس الغرفة المتوسطية، والمستشار البرلماني المذكور، الذي وجد نفسه وسط دائرة اتهامات، بغض الطرف عن التلاعبات في نسبة الكوطا المخصصة للسواحل المحلية بطنجة والنواحي، وكذا النشاط المتزايد في صيد سمك “الإسبادون” وتصريفه في السوق السوداء. اتهامات رد عليها يوسف بنجلون، بحسب مصادر “أخبار اليوم”، بالتهرب من الأجوبة عن الخروقات المطروحة للنقاش، والاعتراض على حضور أحد ممثلي الجمعيات المهنية، ويتعلق الأمر بنائب رئيس الكونفدرالية الوطنية للصيد التقليدي، الحسين بن سعدون، وهي الهيئة التي كانت سباقة لمراسلة وزارة الصيد البحري، وأيضا والي ولاية جهة طنجةتطوانالحسيمة، بشأن استنفاد حصة ميناء طنجةوأصيلة من سمك “أبو سيف”. وأشارت المصادر إلى أن بنجلون رئيس الغرفة المتوسطية بدوره، انخرط في تبادل الاتهامات مع الحسين بن سعدون، متهما إياه بالتهجم على اجتماع لم يكن مستدعى للمشاركة فيه، وإنما فرض حضوره بشكل غير قانوني، وهو ما دفع يوسف بنجلون إلى الانسحاب والمغادرة تفاديا لمزيد من الإحراج، وترك مكانه نائبه الأول عبد الواحد الشاعر، ليواصل مناقشة المشاكل المترتبة عن صيد “الإسبادون”. وكانت مندوبية الصيد البحري لجأت منتصف شهر ماي المنصرم، إلى إعلان وقف مؤقت لنشاط صيد سمك “أبو سيف”، والذي ينتظر البحارة موسمه بفارغ الصبر، بالنظر إلى رواج بيعه والطلب المتزايد عليه وارتفاع ثمنه في السوق. وتهدف الوزارة الوصية من هذا القرار إلى الحد من استنزاف الثروة البحرية، وإتاحة مدة الراحة البيولوجية لهذا الصنف السمكي. ويشتكي مهنيو الصيد التقليدي في ميناء طنجةوأصيلة، من توافد مراكب صيد ذات حجم كبير وسعة أكبر من المراكب الصغيرة التي تبحر من ميناءي طنجةوأصيلة، حيث تقوم بالصيد في المصايد المحلية دون احترام الشروط والضوابط القانونية، من حيث الحمولة والكمية المرخص بصيدها، خاصة أسماك الإسبادون، والتونة، والأخطبوط، التي تعد فرصة لترويج الحركة التجارية بالنسبة للبحارة المحليين.