في الوقت الذي كشفت فيه وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية أن الملك محمد السادس، أذن بفتح 20 مسجدا تم بناؤها أو أعيد بناؤها، أو ترميمها، مازال الجرد التقني المفصل الذي يتناول تحديد الموقع الجغرافي والوصف الهندسي والتقني لبنايات المساجد ومرافقها وأخذ المسوحات للعناصر المكونة لها، وجرد المنقولات الأثرية المتواجدة بها، وتقديم نبذة تاريخية عن كل واحد منها، التي وعدت وزارة التوفيق بإعداده في مرحلة لاحقة، لم ير النور بعد، خصوصا مع استمرار حوادث سقوط بعض من أسقف المساجد، كان آخرها انهيار سقف مسجد عثمان بن عفان بحي الزيتونة بخريبكة، بعد ظهور بعض الشقوق في سقفه، وهو الحادث الذي وقع في نفس اليوم الذي كان فيه التوفيق يقدم خطته أمام الملك للعناية بالمساجد، أدى إلى إصابة 3 أشخاص، جرى نقلهم لقسم المستعجلات بالمستشفى المحلي، قصد تلقي العلاج. هذا وكشف أحمد التوفيق وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، أنه خلال العشرين عاما الماضية فتح 2173 مسجدا، لافتا إلى أنه تم بناء عدد منها لاسيما الصغيرة والمتوسطة من طرف محسنين في إطار مجموعة من الالتزامات والضوابط، مضيفا أن الوزارة قامت بتقديم مساعدات لبعض المحسنين، كما تم بتعليمات ملكية تمتيع هؤلاء بإعفاءات ضريبية جديدة. كما أوضح التوفيق، أن وزارته رصدت غلافا ماليا يناهز 253 مليون درهم، لبناء 7 مساجد جديدة، وإعادة بناء 9 آخرين، وترميم 4 مساجد أثرية، بقدرة استقبال إجمالية تقدر ب 27 ألفا من المصلين. وأضاف المتحدث أن وزارته وضعت خطة للنهوض بوضعية المساجد، تراعي المجالات الحضرية حول المدن العتيقة، والتوسع العمراني للمدن الجديدة، وظاهرة التشتث السكاني في البوادي، كما تستجيب لأحكام شرعية وضرورات اقتصادية ومعايير فنية مشروطة بالموافقة على التصاميم ورخص البناء حفاظا على السمات الوظيفية والجمالية للمسجد المغربي. وأمام استمرار انهيار بعض المساجد بالمغرب، شدد التوفيق على وجوب احترام الضوابط القانونية في إنشاء المساجد الجديدة، سواء بالنسبة للوزارة أو من قبل المحسنين، مبرزا أن المساجد الجديدة التي يتم بناؤها كل عام في إطار خطة إستراتيجية تهدف إلى الارتقاء بأماكن العبادة على المستوى الوطني والجهوي والمحلي. وقال أحمد التوفيق، إن خطة الأوقاف والشؤون الإسلامية، مكنت من إضفاء ما وصفه ب”دينامية جديدة على ما تعرفه المملكة من عناية ببيوت الله من الملك، بغاية أداء دورها والمساهمة في تحصين الأمن الروحي، والحفاظ على هوية المملكة المتميزة بالوسطية والاعتدال والتسامح”. كما كشف وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية بالموازاة مع انطلاق أوراش بناء جديدة، صدور ظهير شريف ينص على تنظيم قانوني ومنهجي لمراقبة حالة بنايات المساجد، مبرزا أنه من نتائج الإحصاء والمعاينة المترتبة عن تطبيق هذا الظهير، تم لحد الآن إعادة تأهيل ألف من بنايات المساجد المتضررة. وبرسم ذات الخطة الاستراتيجية، أكد أنه تم وضع برنامج لحماية المساجد الأثرية، موضحا أنه تم ترميم سبعين مسجدا كبيرا منها بكلفة 650 مليون درهم. كما أشار التوفيق وهو يستعرض خطة وزارته للعناية بالمساجد، إلى مراجعة التشريع المتعلق بالأماكن المخصصة لإقامة الشعائر الدينية، التي شملت أساسا اشتراط انتظام المحسنين الذين يطلبون بناء المساجد في جمعيات تنشأ طبقا للقانون، مع تحديد كيفية منح الإعانات المقدمة من الدولة لهذه الجمعيات وضبط عمليات جمع الأموال. وفي إطار النهوض بأماكن العبادة، أكد الوزير أنه تم تنظيم وتحسين الخدمات المتعلقة بالماء والكهرباء والنجاعة الطاقية والتفريش والتجهيز والوقاية وإحداث الولوجيات، في أفق تحسين دورها في حفظ الثوابت وأداء رسالتها الدينية التربوية.