عاد المتظاهرون من حركة "السترات الصفراء" مجددا اليوم السبت، إلى شوارع باريس وعدد من المدن الفرنسية لتوجيه "الإنذار الثاني" إلى الرئيس إيمانويل ماكرون، بعد أسبوع طغى عليه حدث الحريق في كاتدرائية نوتردام. "من أجل البؤساء" العنصر الجديد بالمظاهرات التي أطلق عليها من أجل “البؤساء” اليوم السبت، بالعاصمة أن قائد شرطة باريس منع أي تجمع في محيط كاتدرائية نوتردام، حيث كان بعض المحتجين يعتزمون التجمع. وقال ديديه لالمان إن هذا سيكون "استفزازا صرفا". وأضاف "من غير المنطقي أن يجعل المتظاهرون خمسة إلى عشرة آلاف شخص يعبرون بجوار نوتردام"، مشيرا إلى أن آلاف السياح والمارة ما زالوا يتقاطرون يوميا إلى القطاع لتفقد الكاتدرائية والصلاة أمامها. وسيكون حجم المشاركة موضع مراقبة في ختام أسبوع طغى فيه الحريق على حراك السترات الصفراء، الذي يطالب محتجوه منذ خمسة أشهر بقدرة شرائية أكبر ومزيد من الديمقراطية المباشرة. وأثار هذا الإجماع الوطني حول الكاتدرائية استياء بعض المحتجين، خصوصا تعهد بعض كبار أثرياء فرنسا بمنح مئات ملايين اليورو للمساهمة في إعادة إعمار نوتردام. وسار المحتجون في الشوارع الباريسية اليوم السبت، حاملين لافتة ساخرة جاء فيها "فيكتور هوغو يشكر جميح المانحين الأسخياء الذين هبوا لنجدة نوتردام دو باري ويدعوهم للقيام بالأمر نفسه من أجل البؤساء"، في إشارة إلى اثنتين من أبرز روايات الكاتب الفرنسي من القرن التاسع عشر "أحدب نوتردام" (نوتردام دو باريس) و"البؤساء". Quand #Hugo est appelé à la rescousse.. « Victor Hugo vous remercie pour Notre-Dame de Paris, n'oubliez-pas les Misérables » #acteXXIII #GiletJaunes @BFMTV #Hugo #NotreDame pic.twitter.com/yj38Tv0Nuz — Ulysse Paris (@ulyssepariser) April 20, 2019 وكان وزير الداخلية كريستوف كاستنيرقد أعلن أمس الجمعة عن تعبئة أكثر من ستين ألف شرطي ودركي السبت في جميع أنحاء البلاد مؤكدا أن "مخربين تواعدوا على الالتقاء مجددا يوم غد في بعض مدن فرنسا، في تولوز ومونبولييه وبوردو، وخصوصا في باريس" لكن مسؤولا في الشرطة أوضح أن يوم التظاهرات الجديد هذا الذي أعلن المحتجون أنه سيكون بمثابة "تحذير" ثان للحكومة بعد تحذير 16مارس، سيكون "أقل شدة بقليل". وتابع "لا نشعر بالغليان الذي أحسسنا به في 16مارس، وخصوصا من جانب أقصى اليسار"، مرجحا أن "يحافظوا على قواهم تحسبا للأول من ماي"، يوم عيد العمل الذي يشهد تقليديا مسيرات نقابية. وفي 16مارس ضمت المظاهرات في يوم السبت العشرين ذاك ناشطين راديكاليين ومحتجين من السترات الصفراء المطالبين بمزيد من القدرة الشرائية والديمقراطية والمباشرة، تخللتها أعمال تخريب وحرق لا سيما على جادة الشانزيلزيه، ما أدى لاحقا إلى إقالة قائد شرطة باريس. وجمعت تظاهرات السترات الصفراء السبت الماضي 31 ألف شخص بينهم خمسة آلاف في باريس، وفق الأرقام الرسمية التي ينقضها المحتجون بانتظام.