توعد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بأن “أي محاولة من المحكمة الجنائية الدولية لاستهداف الولاياتالمتحدة أو إسرائيل أو أيا من حلفائها سيعرضها لرد قوي”. ووجه ترامب، في بيان رئاسي أصدره أمس، تحذيرا للمحكمة من محاولة مقاضاة المواطنين الأمريكيين أو الإسرائيليين على خلفية شكوى قدمها الفلسطينيون تطالب بإجراء تحقيق دولي في انتهاكات إسرائيل بحقهم. كما رحب ترامب بقرار المحكمة رفض طلب للتحقيق في شبهات جرائم حرب تلاحق جنود وعناصر استخبارات أمريكيين خدموا في أفغانستان. وبينما وصف الرئيس الأمريكي محكمة الجنائيات الدولية ب”غير الشرعية”، اعتبر رفض المحكمة طلب التحقيق في جرائم القوات الأمريكية في أفغانستان “انتصارا دوليا كبيرا”. وأضاف أن “موقف الولاياتالمتحدة يتمثل في التزامها بأعلى المعايير القانونية والأخلاقية حين يتعلق الأمر بالمواطنين الأمريكيين”. وفي وقت سابق من يوم أمس، رفضت المحكمة الجنائية الدولية طلب مدّعيتها العامة فاتو بنسودة، بفتح تحقيق في “جرائم حرب” وأخرى “ضد الإنسانية”، يشتبه بأن قوات من الجيش الأمريكي ارتكبتها في أفغانستان. ونقلت وكالة “أسوشيتيد برس” الأمريكية، عن قضاة الجنائية الدولية، التي تتخذ من مدينة لاهاي الهولندية مقرا لها، قولهم في نص القرار، إن التحقيق “لن يخدم العدالة”. وبرر القضاة موقفهم بأنه “من غير المرجح أن ينجح التحقيق والملاحقة القضائية، لأنه من غير المتوقع أن يتعاون المتورطون، بما في ذلك الولاياتالمتحدة وقادة الحرب الأفغان”. يأتي القرار بعد أسبوع فقط من سحب واشنطن تأشيرة دخول بنسودة، ردا على تحقيق قد تجريه بشأن مزاعم ارتكاب القوات الأمريكية جرائم حرب في أفغانستان. وفي نونبر 2017، أعلنت بنسودة، أنها ستطلب من القضاة إذنا بفتح تحقيق حول جرائم حرب يشتبه في أنّها ارتكبت في إطار الصراع الأفغاني، وخصوصا من قبل الجيش الأمريكي. وكان وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، قد هدد في مارس الماضي بأن واشنطن سترفض منح تأشيرات لموظفي المحكمة الجنائية الدولية، الذين يحققون في مثل هذه المزاعم ضد القوات الأمريكية أو حلفائها. و”الجنائية الدولية”؛ هيئة مستقلة عن الأممالمتحدة، وتعتبر الولاياتالمتحدة من البلدان غير الموقعة على اتفاقية “روما” المؤسسة للمحكمة.