تتواصل حوادث اعتداء التلاميذ على أساتذتهم وأطرهم التربوية، والضحية هذه المرة ناظر ثانوية ابن الهيثم التأهيلية بمدينة مكناس، تعرض لاعتداء جسدي يوم أول أمس الاثنين، والمعتدي تلميذ يتابع دراسته بالسنة الثانية بكالوريا، شعبة العلوم الفيزيائية بنفس المؤسسة. واستنادا للمعلومات التي توصلت بها “أخبار اليوم” من مصادرها بمدينة مكناس، فإن التلميذ معية أربعة من زملائه، تغيبوا عن الدراسة نهاية الأسبوع الأخير، مما دفع بالناظر إلى منعهم من الالتحاق بحجرات الدراسة، وطلب منهم إحضار أولياء أمورهم، وهو ما استجاب له التلاميذ المتغيبون، فيما امتنع التلميذ المعتدي، حيث دخل في حالة من الهستيريا رافضا مغادرة المؤسسة، قبل أن يهجم على الناظر ويصيبه بلكمة في وجهه كادت أن تسقطه أرضا، وهو ما تطلب تدخلا من حراس المدرسة وأطر من الإدارة، تمكنوا من السيطرة على التلميذ وإبعاده عن الناظر، تضيف مصادر الجريدة، غير أن التلميذ وفي الوقت الذي انشغل فيه العاملون بالثانوية بحالة الناظر الصحية والذي فقد توازنه، نجح التلميذ في الفرار خارج المؤسسة، خوفا من حضور الشرطة لاعتقاله. من جهتها، أصدرت المديرية الإقليمية للتربية والتكوين بمكناس، بلاغا صحفيا في نفس يوم الحادث، توصلت “أخبار اليوم” بنظير منه، حيث كشفت فيه المديرية على أنها أوفدت إلى ثانوية ابن الهيثم التأهيلية بالمدينة، لجنة للبحث والتحري في موضوع الاعتداء الذي تعرض له ناظر المؤسسة، حيث قررت الإدارة بناء عليه عرض التلميذ على مجلس الانضباط لاتخاذ القرارات التأديبية اللازمة فيما اقترفه ضد الإطار التربوي للثانوية، فيما أكد بلاغ المديرية على رفضها المطلق لأية ممارسة للعنف داخل المؤسسات التربوية مهما كان نوعها ومصدرها، وهو ما تحاول كافة الوزارة والأكاديميات الجهوية والمديريات الإقليمية، التحسيس به عبر ندوات وأنشطة، وحملات تنبه لخطورة وعواقب ممارسة العنف داخل وفي محيط المؤسسات التعليمية، وذلك بالتنسيق مع خلية الأمن المدرسي التابعة لإدارة الأمن الوطني وفعاليات المجتمع المدني وباقي الشركاء، حفاظا على المناخ والعلاقات التربوية السليمة المحفزة على التحصيل والدراسة، يُورد بلاغ المديرية الإقليمية للتربية والتكوين بمكناس. آخر الأخبار القادمة من مدينة مكناس، تفيد أن الناظر وبعد إشعاره من قبل مسؤوليه بالمديرية الإقليمية للتربية والتكوين بمكناس، بقرارها القاضي على مؤازرته أمام القضاء، فاجأها إطارها التربوي للثانوية، برفضه تقديم شكاية للشرطة في مواجهة التلميذ الذي اعتدى عليه جسديا، وفضل الاكتفاء بما سيتخذه مجلس الانضباط ضده من عقوبات تأديبية، وهو ما فسره مقربون من الناظر على أنه ربما خشي تبعات جر التلميذ للاعتقال والمحاكمة، خصوصا أن ثانوية ابن الهيثم التي يشتغل بها، توجد في حي معزول بمنطقة مابين الأسوار الإسماعيلية القريبة من الساحة التي يقام بها المعرض الدولي للفلاحة، مما قد يعرضه لعمل انتقامي، بحسب مصادر الجريدة. الاعتداء الذي تعرض له ناظر ثانوية مكناس يوم أول أمس الاثنين على يد تلميذ يدرس بالسنة الثانية بكالوريا، تزامن مع اعتقال المصالح الأمنية لمدينة تارودانت لتلميذ بنفس المستوى الدراسي، عنف أستاذه لمادة الفرنسية يوم الأربعاء الماضي أمام زملائه داخل الفصل الدراسي بالثانوية التأهيلية عبد الله الشفشاوني بأولاد تايمة بضواحي المدينة، وذلك بسبب لجوء التلميذ للتشويش على زملائه، مما تطلب تدخلا للأستاذ والذي طلب منه مغادرة الفصل، فرد التلميذ بالاعتداء جسديا على أستاذه متسببا له في جروح وكدمات بوجهه، قبل أن يختفي عن الأنظار، حيث ظل أفراد الشرطة يتعقبونه حتى وصلوا لمخبئه لدى صديق له واعتقلوه صباح أول أمس الاثنين.