بعيدا عن التوجس التقليدي بين الطرفين بسبب تراكمات الماضي العسكري؛ التهديدات والتحديات الأمنية في المنطقة والعالم توحد الجيشين المغربي والإسباني من أجل مواجهة كل المخاطر المحتملة. هذه التحديات الأمنية قادت عبد اللطيف لوديي، الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بإدارة الدفاع الوطني، يوم أول أمس الاثنين، إلى مدريد، إذ عقد اجتماع عمل مع وزيرة الدفاع الإسبانية عن الحزب الاشتراكي، مارغاريتا روبليس، كما التقى الأمين العام لسياسة الدفاع، خوان فرانسيسكو مارتينيز، والرئيس العام للقيادة الجوية العامة، الجنرال في القوات الجوية، خوسيه ألفونسو أوتيرو غويانز؛ علما أن هذه الزيارة الاستثنائية لعبد اللطيف لوديي تأتي بعد الزيارة التي قام بها العاهل الإسباني فيليبي السادس وعقيلته ليتيثيا إلى الرباط يومي 13 و14 فبراير المنصرم. في هذا الصدد، أعرب الطرفان عن رغبتهما في تعزيز التعاون في قضايا، مثل التهديدات الطارئة وتدبير الكوارث، إذ أكد بلاغ لوزارة الدفاع الإسبانية أن “اللقاء يأتي بعد زيارات كل من رئيس الحكومة، بيدرو سانتشيز، وجلالة الملكين قبل أسابيع إلى المملكة العلوية الشريفة”. وركزت الوزيرة الإسبانية على بعض المجالات ذات المصالح المشتركة في قضايا الدفاع بين البلدين، خلال لقاء العمل الذي جمعها بعبد اللطيف لوديي بمقر وزارة الدفاع الإسبانية، وتعزيز وتكثيف روابط التعاون بينهما، كما أشادت بالجهود التي يبذلها المغرب من أجل محاربة التطرف والإرهاب والشبكات الإجرامية المتخصصة في تهريب المهاجرين وكل النشاطات غير المشروعة. واعتبرت الوزيرة الإسبانية أن “هذا الالتزام (المغربي) مفتاح في ضمان استقرار المنطقة”. في نفس السياق، أبدى الوزيران عزمهما على تعزيز التعاون، ولاسيما فيما يتعلق بالتهديدات الطارئة، والسيبر الإلكتروني، وكذلك إدارة حالات الطوارئ والكوارث. إلى جانب الاستمرار في تعزيز التعاون الصناعي والتكنولوجي في المجال العسكري. وخلص البلاغ إلى أن الزيارة كانت مناسبة لتأكيد “العلاقات الجيدة القائمة بين البلدين، والتي تعكس التناغم الذي حافظت عليه جميع الإدارات المعنية”. وكالة الأنباء الروسية “سبوتنيك” اهتمت، أيضا، بالزيارة التي قام بها عبد اللطيف لوديي إلى إسبانيا، في سياق تواجه فيه روسيا اتهامات بالوقوف وراء بعض الهجمات السيبر إلكترونية بأوروبا والتأثير على توجهات الرأي العالم الأوروبي قبل الانتخابات. وعلقت الوكالة الروسية على الزيارة قائلة: “إسبانيا والمغرب يتفقان على تحسين تعاونهما في مجال الدفاع السيبراني، وأضافت أن “الحكومة الإسبانية ألحت في الشهور الأخيرة على ضرورة تحسين التعاون مع المغرب في جميع المجالات الممكنة”. زيارة عبد اللطيف لوديي إلى إسبانيا تأتي، كذلك، بعد تدخل الجيش المغربي عبر البحرية الملكية خلال ما عرف في النصف الثاني من 2018 ب”حملة الفانتوم”، حيث اضطر الجيش إلى إطلاق الرصاص على ثلاثة قوارب لتهجير الشباب إلى إسبانيا في ثلاث مناسبات، مما خلف قتيلة واحدة وجريحا. وتشير وكالة الأنباء الروسية إلى أنه خلال السنة المنصرمة وصل 57 ألف مهاجر سري إلى إسبانيا، أغلبهم انطلاقا من السواحل المغربية، وفق وكالة حماية الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي، مما جعل المغربي البوابة الرئيسية للعبور إلى أوروبا.