تعيش أغلب مناطق جهة سوس ماسة، منذ شهر تقريبا، على وقع احتقان كبير وسط المرضى بداء السكري بسبب غياب تام لحقن الأنسولين والأقراص في المراكز الصحية والمستشفيات، الشيء الذي خلف ارتباك واضح وسط مصالح وزارة الصحة، خصوصا أن نفاذ المخزون استمر لفترة طويلة لم تعد تستحمل معها المرضى الإنتظار. وفوجئ عدد كبير من المرضى، الذين يتوجهون يوميا للمراكز الصحية في مناطق سوس من أجل التزود بمادة الأنسولين، بغياب هذه المادة الحيوية، وانقطاعها التام لحوالي شهر من الزمن، إذ يضطر جلهم إلى اقتنائها من الصيدليات بمبلغ يقارب 200 درهم، الشيء الذي خلف احتقانا وفوضى واضحين وسط المرضى خصوصا الفئة التي تعيش وضعية اجتماعية، والتي تجد صعوبة كبيرة في الحصول عليها بسبب قدرتها الشرائية الضعيفة. ورغم أن الوزارة حسب بلاغ السنة الماضية، تقوم بتوفير الرعاية والأدوية بالمجان لحوالي 823 ألف مريض مصاب بالسكري، 60 بالمئة منهم يتوفرون على نظام المساعدة الطبية (راميد)، وأكثر من 350 ألف مصاب يعالجون بواسطة الأنسولين، كما تخصص سنويا، غلافا ماليا قدره حوالي 156.700.000 درهم لشراء الأدوية الخاصة بداء السكري (الأنسولين والأقراص)، وكذلك غلافا ماليا قدره حوالي 15 مليون درهم لاقتناء المعدات اللازمة للتشخيص وتتبع الحالة الصحية لمرضى السكري، إلا أن ما تشهده عدد من المناطق يستدعي مرة أخرى تطافر جميع الجهود لضمان توفير الأدوية السالفة الذكر. وارتباطا بالموضوع، وحسب بلاغ سابق، فإن أزيد من مليوني شخص في المغرب يفوق سنهم 18 سنة، مصابون بداء السكري، من بينهم 15 ألف طفل مصاب بهذا الداء، بينما 50 بالمئة من المصابين يجهلون إصابتهم بهذا الداء.