هيمنة المغاربيين والأوربيين على مجموع الجهاديين الأجانب المعتقلين لدى “قسد” يرجح إمكانية دخول الدول الأوروبية في مفاوضات مع دول المغرب العربي للضغط عليها لتسلم مقاتليها، إذ كشفت صحيفة “لوموند” الأسبوع الماضي أن الدول الأوروبية تناقش موضوع عودة الجهاديين من سوريا مع الدول المغاربية. هذه الفرضية أصبحت لها راهنيتها بعد تغيير الحكومة الفرنسية في الأيام الأخيرة موقفها، بالإشارة إلى أنها تخطط إلى تسلم جزء من جهادييها المعتقلين لدى “قسد”، والمتمثلين في 130 جهاديا سجينا، و70 جهادية وعشرات الأطفال المحتجزين في مخيمات تابعة ل”قسد”. تهديدات الجهاديين المغاربة المعتقلين في سوريا والفارين منهم توجد في قلب كواليس الدول الغربية بعد تهديد الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، السبت الماضي الدول الأوروبية بإمكانية إطلاق سراح حوالي 800 جهادي أوروبي يوجدون رهن الاعتقال لدى قوات سوريا الديمقراطية في حال رفضت استقبالهم. هذه التهديدات الأمريكية دفعت الجيش الإسباني إلى الرد عليها بشكل غير مباشر بالتأكيد على عدم وجود أي إسباني معتقل لدى “قسد”، لكنه اعترف بوجود مغاربة كانوا يقيمون في إسبانيا وسافروا منها إلى سوريا. وفي هذا يقول مصدر عسكري إسباني: “لا يوجد أي إسباني من بين المعتقلين لدى قوات سوريا الديمقراطية، لكن مصدر القلق الأمني هو روابط بعض المعتقلين المغاربة مع إسبانيا”. ولا يعرف اليوم، عدد الجهاديين المغاربة المعتقلين لدى “قسد” من بين الذين خرجوا من إسبانيا. تقرير للمعهد الملكي الإسباني “إلكانو” تحت عنوان: “إرهابيون وشبكات وتنظيمات: جوانب من التحركات الجهادية الحالية في إسبانيا”، أشار إلى أن 60 في المائة من المقاتلين الأجانب الذين التحقوا بالدولة الإسلامية في العراق والشام من إسبانيا يتحدرون من المغرب، بينما 30 في المائة إسبان، في حين تتوزع ال10 في المائة الأخرى ما بين التونسيين والجزائريين والفرنسيين والباكستانيين. إما فيما يتعلق بالخارجين من المغرب، فقد أشار عبدالحق الخيام، مدير المكتب المركزي للأبحاث القضائية، في حوار مع وكالة فرانس برس إلى أن 1664 مغربيا سافروا إلى بؤر التوتر، مبرزا أن 200 منهم عادوا إلى المغرب وتم توقيفهم وتقديمهم للعدالة، كاشفا “سقوط آخرين في عمليات انتحارية أو في عمليات نفذتها قوات التحالف الدولي الذي يحارب تنظيم الدولة في المنطقة، بينما فر البعض منهم إلى بلدان مجاورة”. كما أن تقارير غربية وأوروبية سبق لها أن رجحت إمكانية أن يكون عدد الجهاديين المغاربة أو الأوروبيين من أصول مغربية يتراوح ما بين 2500 و3000 جهادي. ليبقى السؤول المقلق اليوم، هو كم عدد الباقين منهم على قيد الحياة، مع خسارة داعش آخر معاقله في سوريا؟ وفي ما يخص عدد الجهاديين المقاتلين الأجانب بشكل عام، والذين التحقوا بالتنظيمات الإرهابية منذ إعلان تأسيس “دولة الإسلامية سنة 2014، توضح الحكومة الأمريكية أنه يصل إلى 45 ألفا. أما المعهد الأمريكي “The Soufan Group”، فيرى أن عدد الأوروبيين هو 6000 جهادي، حوالي 2200 مهنم لازالوا على قيد الحياة في العراقوسوريا، وفق إحصائيات يناير 2018.