نشرت وزارة الخارجية أول صور توثق للمشاركة المغربية في مؤتمر وارسوا في بولندا، والذي خلف جدلا واسعا بسبب مشاركة إسرائيل فيه رفقة دول عدد من الدول العربية بداعي مواجهة خطر التمدد الإيراني في الشرق الأوسط. وأظهرت الصور التي نشرت على صفحة الوزارة في فيسبوك، محسن الجزولي، الوزير المنتدب المكلف بالتعاون الإفريقي، إلى جانب عدد من الدول المشاركة في المؤتمر الذي لم تفتح أشغاله لوسائل الإعلام، في وقت حرص فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي “بنيامين ناتنياهو” على تسريب مقطع فيديو، يوثق تصريحات لوزراء خارجية دول الإمارات، والسعودية، والبحرين، خلال أشغال مؤتمر وارسو في بولندا، عبروا فيها عن مواقف تميل إلى التطبيع مع إسرائيل. مؤتمر وارسو، الذي اختتمت أشغاله، مساء أمس الخميس، والذي دعت إليه أمريكا ممثلي 60 بلدا من أجل مناقشة التهديدات، التي تحوم حول منطقة الشرق الأوسط، وعلى رأسها التهديدات الإيرانية، شد أنظار العالم، بسبب الحضور الإسرائيلي القوي، الذي حول المؤتمر من مناقشة التهديدات الإيرانية إلى أكبر محطات تطبيع العلاقات العربية الإسرائيلية، منذ أزيد من عشرين سنة. وفيما حرص رئيس الوزراء الإسرائيلي، منذ مدة، على استدراج المغرب لخطوات تطبيعية جديدة، قرر هذا الأخير تخفيض تمثيليته في المؤتمر الدولي، كما فعلت جل الدول الأوربية، ليمثله محسن الجزولي، الوزير المنتدب لدى وزير الخارجية المكلف بالتعاون الإفريقي، بدل وزير الخارجية ناصر بوريطة، فيما توارى الجزولي عن الأنظار، خلال مشاركته في وارسو. مصادر من الخارجية عللت غياب بوريطة عن وارسو بتزامن المؤتمر مع زيارة الدولة، التي قام بها ملك إسبانيا، وزوجته للمغرب، والتي شملت عددا من الأنشطة الملكية، ولقاءات على أعلى مستوى، كان بوريطة حاضرا في أغلبها، كما أنه أجرى، أمس الخميس، ندوة صحافية مع نظيره الإسباني، عقب مناقشة مستفيضة للقضايا، والانشغالات المشتركة للبلدين. من جانبه، أدلى “ناتنياهو” بتصريحات في ختام مؤتمر وارسو، اعتبر فيها أن جلسات النقاش، التي جمعته بالمسؤولين العرب، كانت ناجحة جدا بشكل يؤسس لعلاقة قريبة بين إسرائيل، ومحيطها العربي.