وسط تكتم مغربي شديد عن الموقف الرسمي من مؤتمر وارسو، أعلنت بولندا عن موافقة المغرب على المشاركة في المؤتمر، الذي دعت إليه الولاياتالمتحدةالأمريكية ضد التدخل الأجنبي في المنطقة العربية، خصوصا إيران، مؤكدة أن الوفد المغربي سيصل، اليوم الثلاثاء، إلى وارسو. وأوضح وزير الخارجية البولندي “ياتسيك تشابوتوفيتش”، مساء أمس الاثنين، في تصريح لصحافة بلاده، أن مؤتمر وارسو، المنتظر انطلاقه، اليوم، سيعرف مشاركة وفود ممثلة لستين بلدا، على رأسها دول الاتحاد الأوربي، التي تشارك دون استثناء، إلى جانب أمريكا، وإسرائيل، ودول عربية. وتعرف العلاقات المغربية الخليجية، خصوصا مع المملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة، توترا شديدا، فيما ينتظر أن يمثل مؤتمر وارسو، اليوم، أول لقاء بين المغرب، والسعودية، والإمارات، بعدما أكد البلدان الخليجيان مشاركتهما في مؤتمر، اليوم. وكان المغرب قد تلقى، رسميا، دعوة من حكومة بولندا للمشاركة في مؤتمر "التهديدات الأمنية"، وهو المؤتمر، الذي تقف وراءه الولاياتالمتحدةالأمريكية، ويرمي، بحسب وزير خارجيتها “مايك بومبيو”، إلى مواجهة “خطر الإرهاب الإيراني”. وشرعت إيران في الاحتجاج على المؤتمر، واعتبرته وزارة خارجيتها بمثابة “عمل عدائي” من قبل الولاياتالمتحدةالأمريكية، وسارعت إلى استدعاء القائم بالأعمال في السفارة البولندية لدى طهران، وأبلغته احتجاج إيران، رسميا، ضد المؤتمر، لكن مصدرا مسؤولا في وزارة الخارجية المغربية، قال إن المؤتمر “معني بمناقشة التهديدات الأمنية في منطقة الشرق الأوسط، وشمال إفريقيا”، مؤكدا أن “التهديدات عديدة، منها الإرهاب، والتدخلات الخارجية في المنطقة، واستمرار القضية الفلسطينية دون حل”، موضحا أن “تقييم التهديدات يختلف من دولة إلى أخرى”. ويرى مراقبون أن مشاركة المغرب في مؤتمر وارسو، تأتي مقابل النأي بنفسه عن السياسة العدوانية ل”ترامب”، ومستشاريه، خصوصا المعادين منهم للمصالح المغربية العليا، مثل “جون بولتون”، وعلى رأسها الوحدة الترابية.