بعد أشهر من الحديث الإعلامي عنها، لا تزال قوارب “الفونتوم”، التي تقل “الحراكة” المغاربة من السواحل المغربية نحو شواطئ الجارة الشمالية تثير قلق المحققين الأوربيين، إذ كشفت معطيات جديدة، أن هذه القوارب المطاطية، ذات القدرة على تحميل عدد كبير من المهاجرين، والإبحار بسرعة فائقة، تصنع في إسبانيا، وتوزع على يد موزع واحد. التحقيق، الذي تقوده الشرطة الإسبانية بتعاون مع مصالح أوربية، والذي نشرت صحيفة “إلباييس” جزءا من نتائجه، نهاية الأسبوع الجاري، يوضح أن أكبر جزء من 64 ألف “حراك” مغربي، خلال عام 2018، وصلوا إلى إسبانيا على متن قوارب “الفونتوم”، وهي القوارب، التي يشير التحقيق إلى أن المافيا ترسلها من إسبانيا إلى المغرب. وحسب المصدر ذاته، فإن الشبكات الإجرامية لمهربي المهاجرين، واللاجئين في المغرب، استنفرت السلطات في المغرب، منذ شهر دجنبر الماضي، ما خلف انخفاضا ملحوظا في أعداد قوارب “الفونتوم”، العابرة للمضيق. وحسب صحيفة “إلباييس”، فإن معطيات جديدة تؤكد أن هذه القوارب محط الجدل تتمتع بجودة عالية، ويمكنها قطع مسافات طويلة في وقت وجيز، ويتم تصنيعها في إسبانيا، وتوزيعها عبر وسيط وحيد، وهي نسخة مشابهة للقوارب، التي يتم استعمالها في ليبيا لإيصال المهاجرين إلى السواحل الإيطالية. وفي السياق ذاته، قالت الوكالة الأوربية لمراقبة، وحماية الحدود الخارجية “فرونتكس”، في آخر تقرير لها، إن شبكات تهريب المهاجرين من المغرب، أصبحت تعمل على تنويع مسارات التهريب، لتفادي نقاط التفتيش الحدودية، التي أصبحت أكثر تطورا، باستعمال القوارب السريعة في استمرار لاستغلال المهاجرين، الذين يجازفون بحياتهم من أجل الوصول إلى الضفة الأخرى من المتوسط.