كشف مندوب الحكومة الإسبانية في الأندلس، أنطونيو ثانث، أن ارتفاع عدد المهاجرين السريين، الذين خرجوا هذه السنة من السواحل المغربية، والجزائرية صوب الجنوب الإسباني، راجع إلى استراتيجية مافيات تهريب البشر، التي غيرت طرقها في تهريب البشر من ليبيا صوب إيطاليا إلى المغرب، والجزائر في اتجاه إسبانيا، ما حتم على الأجهزة الأمنية الإسبانية، والمغربية اتخاذ تدابير جديدة. وفي هذا الصدد، أوضح أنطونيو ثانث، الذي كان يتحدث إلى صحيفة "آ ب س"، وقال: "ارتفاع عدد المهاجرين راجع إلى تغيير الممرات، التي كانت تستعملها المافيا لتهريب البشر. علاوة على أن تغير استراتجياتها، وطرقها، ربما يكون رفع عدد المهاجرين والقوارب التي تصل إلى الأندلس". وحذر المسؤول ذاته من أن المافيات أصبحت تركز بشكل كبير على تهريب الأطفال، وقال: "الآن، تهرب المافيا أطفالا قاصرين في دراجات مائية. إذ تبرمج رحلتين في اليوم لكل دراجة، وتهرب طفلين في كل رحلة"، وأضاف أن المافيا تحصل مقابل تهريب كل طفل على "آلاف الأوروات". المسؤول الإسباني أوضح أنه من أجل مواجهة الدراجات السريعة، التي تخرج من السواحل المغربية، فإن وزارة الداخلية الإسبانية، منذ الصيف الماضي، عززت أسطول حرسها المدني بدراجات مائية سريعة، شبيهة بتلك، التي تستعملها المافيا في التهريب من أجل مطاردة المهربين. وتابع المتحدث نفسه أنه تم، أيضا، تكوين الأمنيين بهذا الخصوص، إلى جانب القيام بدوريات أمنية مشتركة مع الأجهزة الأمنية المغربية، وأردف، كذلك، أن التحدي اليوم تضاعف، إذ إن المافيا كانت تستعمل قوارب مطاطية صغيرة تحمل ما بين 6 إلى 8 أشخاص، واليوم أصبحت تستعمل قوارب كبيرة تحمل ما بين 40 و50 مهاجرا. مصادر إسبانية كشفت أن الإجراءات المغربية، والإسبانية الجديدة، تأتي لمحاربة مافيا تهريب البشر، التي تحاول الاستقرار في المغرب بعد الاتفاق السري بين الحكومة الإيطالية، والمافيا في ليبيا. كل هذا أدى، حسب المسؤول ذاته، في سابقة منذ عام 2006، إلى وصول 17200 مهاجر، خلال العام الجاري، انطلاقا من المغرب، والجزائر إلى سواحل الأندلس، مقارنة مع 6175 شخصا، الذين وصلوا عام 2016، إضافة إلى تسجيل هذه السنة وصول 784 قاربا إلى الأندلس مقابل 413 قاربا عام 2016.