وجهت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، اليوم الأربعاء، رسالة مفتوحة لكل من وزير الدولة المكلف بحقوق الإنسان، والمندوب العام لإدارة السجون ورئيسة المجلس الوطني لحقوق الإنسان، للمطالبة بتحمل الدولة لمسؤوليتها في توفير الرعاية الطبية الواجبة للمعتقلين على خلفية حراك الريف وتحسين شروط اعتقالهم، والتدخل العاجل من أجل تمكين ناصر الزفزافي من معرفة حالته الصحية، والعمل على نقله إلى المستشفى قصد العلاج. الرسالة، التي وجهتها جمعية محمد الهايج، طالبت المسؤولين بالتدخل العاجل من أجل احترام الحق في العلاج والتطبيب، والحق في معرفة الحالة الصحية لناصر الزفزافي ورفاقه المعتقلين على خلفية حراك الريف بمختلف السجون المغربية، مؤكدة أنها عن انشغالها بما تداولته عائلة الزفزافي، من معطيات مرتبطة بتدهور وضعه الصحي وإخفاء إدارة السجن عنه وعن عائلته حقيقة المرض الذي يعاني منه، بالإضافة إلى الإهمال والتماطل في إخضاعه للعلاج المناسب لحالته، مما قد يعرض حياته للخطر، خاصة وأنه يعاني منذ اعتقاله من آلام مزمنة على مستوى الرأس والقدمين. وتقول الجمعية في رسالتها للرميد وبوعياش والتامك، أن الزفزافي سبق أن أجريت له فحوصات طبية بالمستشفى الجامعي ابن رشد بالبيضاء، الذي نقل إليه بعد تدهور حالته الصحية، في فاتح مارس 2018، إلا أنه لم يتم اطلاعه على حالته الصحية، ولم يستفد، على ما يبدو، من التطبيب الملائم للمرض الذي يعاني منه. واعتبرت الجمعية أن ما زاد من استفحال الوضع الصحي للزفزافي، ظروف الاعتقال في زنزانة انفرادية لأكثر من سنة، ملفتة إلى أن وضعية السجون المغربية بشكل عام، ووضعية معتقلي حراك الريف بشكل خاص، مثيرة للمساءلة، حيث يعاني مجموعة منهم من أمراض مختلفة، ناتجة بالأساس عن ظروف الاعتقال، وعن مخلفات الإضرابات عن الطعام، التي اضطر العديد منهم لخوضها، للمطالبة بتحسين شروط إقامتهم داخل السجون، والاستفادة من التطبيب والعلاج، كأحد الحقوق الأساسية المنصوص عليها في القواعد النموذجية الدنيا لمعاملة السجناء. ومن جهة أخرى، تقول الجمعية إن العديد من المعتقلين سبق لهم أن صرحوا بتعرضهم للتعنيف والمعاملات القاسية والمهينة أثناء توقيفهم أو أثناء الاستنطاق، وأشاروا إلى ما تركه ذلك من أثر على صحتهم الجسدية والنفسية. يشار إلى أن الزفزافي، نقل للمرة الثانية، أول أمس الاثنين، إلى مستشفى الدارالبيضاء، من أجل فحوصات طبية، فيما قالت عائلته إنه لا زال يعاني من آلام حادة في رجليه، تتعاظم مع محاولاته الحركة، أو صعود الدرج، فيما تقول إدارة السجن أن الزفزافي يعاني من عيب خلقي، واستفاد من كافة الفحوصات اللازمة.