أجهضت المخابرات العالمية بقيادة الأجهزة الاستخبارتية الفرنسية والبرتغالية، أكبر عملية تهريب المخدرات الصلبة إلى المغرب الذي تحول في السنوات الأخيرة إلى وجهة ومعبر مهمين لتهريب الكوكايين القادم من أمريكا اللاتينية إلى أوروبا. فقد كشف أمن دولة الرأس الأخضر يوم الجمعة الماضي، أنه حجز في سابقة شحنة من الكوكايين بلغ وزنها 9.5 طن في ميناء “برايا”، كان موجها إلى ميناء طنجة المتوسط على متن سفينة تحمل علم دولة بنما. وأوضح المصدر ذاته أن الشحنة كانت موجهة في الأصل من إحدى كارتيلات أمريكا اللاتينية إلى ميناء طنجة المتوسط، لكن وفاة أحد أفراد طاقم السفينة جعلها تعرج على ميناء “برايا” في الرأس الأخضر قبل استكمال الرحلة، قبل أن يفتضح أمرها. وأضاف أن عملية مداهمة السفينة تمت ليلة الخميس-الجمعة الماضيين ومكنت من اعتقال 11 بحارا روسيا، حيث تمت إحالتهم على القضاء. بدورها، أكدت وكالة الأنباء الروسية “سبوتنيك”، هذه المعطيات، بالقول إن سلطات الرأس الأخضر اعتقلت 11 بحارا روسيا للاشتباه في تهريبهم للمخدرات؛ فيما أوضح مصدر من السفارة الروسية بالرأس الأخضر قائلا: “تم اعتقال بحارة روسيين، ونحن على اتصال مع الجهات المكلفة بالتحقيق وبشكل مباشر مع الموقوفين”. ووفقا لتقارير إعلامية بالرأس الأخضر، فإن سفينة “إسير” البنمية، خرجت من ساحل مدينة “كولون” ببنما، ومرت عبر السواحل الفنزويلية صوب مدينة طنجة، قبل أن تقرر التوقف في ميناء “برايا”، بعد وفاة أحد البحارة لأسباب لم تحدد بعد. وتشير المصادر ذاتها إلى أن الشحنة كانت محشوة في 260 حزمة أسفل السفينة. ونقلت المصادر عينها عن محققي الرأس الأخضر، أنه قبل رسو السفينة في ميناء “برايا”، حصل الأمن على “معلومات تفيد بأن السفينة يشتبه في نقلها كميات غير محددة من المخدرات”. ويرجح أن الاستخبارات الفرنسية والبرتغالية لعبتا دورا كبيرا في إجهاض تهريب أكبر شحنة للمخدرات الصلبة من أمريكا إلى المغرب. هذه العملية وسابقتها في المغرب وإسبانيا تكشف الامتدادات الإقليمية والدولية لهذه الشبكات الإجرامية وارتباطاتها المحتملة، سواء داخل المغرب أو خارجه، بالمافيا الدولية والكارتيلات الإجرامية في دول أمريكا الجنوبية، إذ كشف الأمن الإسباني، أيضا، قبل أيام، أنه تمكن بتنسيق مع الأمن البلجيكي من حجز طن و270 كيلوغراما من الكوكايين القادم من دولة الإكوادور، بميناء الجزيرة الخضراء، محشو داخل قطع الخشب الاستوائي المستورد من الإكوادور، واعتقال 7 من أفراد الشبكة من بينهم زعيمها. وفيما يخص المغرب، فإن أول عملية كبيرة قامت بها الأجهزة الأمنية ضد شبكات تهريب الكوكايين القادم من أمريكا اللاتينية، كانت في نونبر 2016، عندما تمكنت من حجز 1.2 طنا من الكوكايين على متن سفينة قبالة سواحل مدينة الداخلة، واعتقال 24 شخصا، من بينهم مغاربة وإسبانيا وكولومبيون، وهي العملية التي تبين فيما بعد أنه كانت بتنسيق مع الأمن الإسباني. أما العملية الثانية فتمت في 4 أكتوبر 2017 عندما تم حجز 2.5 طن من الكوكايين تبلغ قيمته في السوق 2300 مليون أورو واعتقال 13 مشابها فيهم. فيما العملية الثالثة تمت في مطار الدارالبيضاء في شهر فبراير الماضي عند حجز 541 كيلوغراما من الكوكايين واعتقال 6 مشتبه فيهم، تابعين لإحدى الكارتيلات الأمريكولاتينية. فيما العملية الرابعة تمت قبل أسابيع لتفوق محجوزات الكوكايين بالمملكة في السنوات الأخيرة 5.5 طن.