لا تزال “قوارب الموت” في البحر الأبيض المتوسط تحصد أرواح المهاجرين الحالمين ب”الفردوس الأوربي”، انطلاقا من الشواطئ الإفريقية، إذ أعلنت الأممالمتحدة حصيلة جديدة لضحايا الهجرة السرية المتوسطية. وأكدت الأممالمتحدة، في مطلع الأسبوع الجاري، أن 170 مهاجرا على الأقل قضوا في حادثي غرق قاربين قادمين من ليبيا، والمغرب في مياه المتوسط، خلال الأيام الأخيرة. ونقل المصدر ذاته أن المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أقرت بأن 53 مهاجرا قتلوا في مياه بحر البوران، الفاصلة بين الشواطئ المغربية، والإسبانية، غرب المتوسط، وهو ما تقول إنها توصلت إليه استنادا على مصادر غير حكومية، مؤكدة بأن أحد الناجين أُنقذ بواسطة قارب صيد عابر بعد أن تقطعت به السبل لأكثر من 24 ساعة في البحر، ويتلقى، الآن، العلاج في المغرب، فيما لاتزال سفن الإنقاذ المغربية، والإسبانية تبحث عن القارب، والناجين، منذ عدة أيام، ولكن من دون جدوى. وقال “فيليبو غراندي”، المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين: “لا يمكن السماح باستمرار مأساة البحر الأبيض المتوسط، ولا يمكننا أن نغض الطرف عن الأعداد الكبيرة من الأشخاص، الذين يموتون على أعتاب أوربا. لا ينبغي ادخار أو منع أي جهد من أجل إنقاذ الأرواح، التي تستغيث في عرض البحر". يذكر أنه في عام 2018، فقد 2262 شخصاً حياتهم محاولين الوصول إلى أوربا عبر البحر المتوسط، وسط دعوات أممية لبذل جهود أكبر للحد من قيام اللاجئين، والمهاجرين بهذه الرحلات اليائسة، مذكرة بالحاجة إلى المزيد من المسارات الآمنة والقانونية للحصول على اللجوء في أوربا لأولئك، الذين يفرون من الحرب، والاضطهاد، حتى لا يشعر أحد بأنه ليس لديه خيار آخر سوى وضع حياته في أيدي مهربين، وتجار من عديمي الضمير.