بعد أيام من توجيه المغرب رسالة إلى كل من رئيس الأممالمتحدة، ومجلس الأمن، حول تجاوزات البوليساريو في المنطقة العازلة، خلال الأيام القليلة الماضية، والتي أرفقها بأدلة توثقها، خرج المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، في ندوته اليومية، للرد على رسالة المغرب. وقال “ستيفان دوجاراك”، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، في ندوة صحافية له، نهاية الأسبوع الجاري، إن الأمين العام للأمم المتحدة توصل بالفعل برسالة من ممثل المغرب في الأممالمتحدة حول انتهاكات اتفاق وقف إطلاق النار، والاتفاقيات المرفقة به في الصحراء، معتبرا أن هناك بعثة “المينورسو”، التي كانت حاضرة، خلال الحادثتين، اللتين سجلهما المغرب: “ولم تسجل أي شيء يمكن اعتباره انتهاكا للاتفاقيات”، مشددا في الوقت ذاته على أن ما سجله المغرب تم إبلاغ مجلس الأمن به، لتضمينه في تقاريره عن المنطقة. يذكر أن المغرب أطلع مجلس الأمن، والأمين العام للأمم المتحدة على انتهاكات، واستفزازات "البوليساريو" في المنطقة العازلة بالكركرات، وكذلك شرق منظومة الدفاع في الصحراء المغربية، في رسالة وجهها السفير، الممثل الدائم للمغرب لدى الأممالمتحدة، عمر هلال، إلى مجلس الأمن، وأمين عام الأممالمتحدة، مطلعا المسؤولين الأمميين عن إمعان الجبهة الانفصالية "في انتهاكاتها، واستفزازاتها في المنطقة العازلة في الكركرات، وكذلك شرق منظومة الدفاع في الصحراء المغربية". وفي هذا الصدد، كشف المغرب بالأدلة، والصور، تنظيم الميليشيات المسلحة التابعة ل "البوليساريو" مناورات عسكرية، وتمرينات قتالية، بواسطة معدات ثقيلة، وذخيرة حية في بلدة مهيريز شرق منظومة الدفاع في الصحراء المغربية في السادس من شهر يناير الجاري، أتبعتها بعملية نقل "بنية إدارية" مزعومة إلى بلدة مهيريز نفسها في اليوم الموالي. كما أكد المغرب على أن الجبهة الانفصالية نشرت في 8 يناير 2019، مركبتين عسكريتين في المنطقة العازلة للكركرات، معبرا عن "إدانته القوية" لهذه الأعمال "المزعزعة للاستقرار"، والتي تنتهك الاتفاق العسكري رقم 1، و"تهدد بشكل خطير وقف إطلاق النار"، مؤكدة أنها "تمثل إهانة واضحة لمجلس الأمن، وتحديا لسلطته". وأدانت المملكة المغربية ازدواجية خطاب "البوليساريو"، التي تدعي وجود أزمة إنسانية في مخيمات تندوف وتطالب بزيادة المساعدات الإنسانية، بينما تنفق ملايين الدولارات في مناورات عسكرية، وهو ما يتعين أن يسائل المنتظم الدولي، بشكل عام، والبلدان المانحة على وجه الخصوص. وحذر سفير المغرب، الأمين العام ومجلس الأمن بأن المملكة المغربية لا يمكن أن تتسامح مع تكرار هذه الاستفزازات، التي تهدد بشكل خطير السلم والأمن الإقليميين، وتعيق جهود الأمين العام للأمم المتحدة، ومبعوثه الشخصي، وتدعوهما، إلى جانب بعثة المينورسو إلى إدانة هذه الانتهاكات، ومطالبة "البوليساريو" بالكف عنها فورا، وتنفيذ التزاماتها، واحترام قرارات مجلس الأمن.