قبل أشهر من تنازله عن العرش، أعرب إمبراطور اليابان أكيهيتو عن “ارتياحه العميق”، لأن الفترة التي كان فيها امبراطورا لم تشهد حروبا، مشيرا بتأثر إلى الأرواح التي زهقت خلال الحرب العالمية الثانية. في خطاب سجل مسبقا بمناسبة عيد ميلاده ال85، أشاد الإمبراطور بالشعب الياباني والإمبراطورة ميشيكو التي بقيت إلى جانبه 60 عاما في القصر الإمبراطوري. وبصوت يرتجف تحدث عن الحرب العالمية الثانية و”عدد الضحايا الذي لا يحصى” خلال النزاع الذي أطلقته اليابان باسم والده هيروهيتو الذي توفي في 1989. وأكد أيضا أهمية تعليم التاريخ للأجيال الصاعدة “بدقة”. وقال “أعتقد أنه من الأهمية بمكان ألا ننسى أن عددا لا يحصى من الأرواح زهقت خلال الحرب العالمية الثانية، وأن السلام والازدهار تحققا في اليابان ما بعد الحرب بفضل التضحيات والجهود التي بذلها الشعب الياباني، وأنه يجب نقل هذا التاريخ بدقة إلى الأجيال التي ولدت بعد الحرب”. وأضاف “أشعر بارتياح كبير لأن العهد الإمبراطوري الحالي تشارف على نهايتها في اليابان دون حروب”. وطوال فترة الحكم الإمبراطوري، مرر أكيهيتو بانتظام رسائل سلام معربا عن الندم لعواقب السياسة التوسعية التي انتهجتها اليابان خلال النصف الأول من حكم والده. رغم عدم تحليه بأي سلطة سياسية، أثار الإمبراطور الشعبي جدا استياء اليمين المتطرف الياباني. ويرفض أصحاب الإيديولوجيات المحافظة التمعن كثيرا في سلوك اليابان في الماضي. وسيعتلي ناروهيتو الابن البكر للإمبراطور أكيهيتو عرش اليابان خلفا لوالده في الأول من أيار/مايو. وأكد أكيهيتو أن حكمه اتخذ شكل سعي لتحديد دور الإمبراطور ك”رمز للدولة” بموجب الدستور السلمي للبلاد. وأكيهيتو الذي ولد في 23 كانون الأول/ديسمبر 1933 أول إمبراطور اعتلى العرش بموجب دستور 1947 الذي أملته الولاياتالمتحدة بعد هزيمة اليابان. وشكر الإمبراطور أيضا الإمبراطورة ميشيكو التي كانت “من عامة الشعب واختارت هذه المسيرة إلى جانبي وطوال 60 عاما خدمت بإخلاص العائلة الإمبراطورية وشعب اليابان”.