كلما اقترب موعد، فاتح يناير، يتكرر جدل الاحتفال برأس السنة الميلادية في المغرب، بين من يعتبره أمرا عاديا، ومناسبة للقاء الأهل، والأحباب، وتبادل الزيارات، ومن يرى أن المسألة تقليد للمجتمعات الغربية، ومناسبة مرتبطة بالدين المسيحي. وفي هذا الإطار، يرى أحمد رفيقي أبو حفص، الباحث في الدراسات الإسلامية، أن أمر الاحتفال برأس السنة الميلادية، “لا يشكل أي مخالفة شرعية، ولا مانع من الاحتفال به”، فيما تحدث الشيخ حسن الكتاني عن تحريمه على اعتبار أنه تشبه بالغرب. وأوضح رفيقي في حديث مع “اليوم 24” أن الناس اعتادوا على الاحتفال بهذا اليوم، من باب أنه نهاية سنة مضت، وبداية لسنة جديدة، حيث إنهم يقدمون على مراجعة، لكل ما أنجزوه خلال السنة الماضية، ويفتحون باب الأمل لسنة جديدة. من ناحية أخرى، اعتبر المتحدث ذاته أن الاحتفال أمر اعتاد عليه الناس مادام لا يشكل أي إضرار على الآخرين، ولا مانع منه، وأن الأصل هو إباحة الاحتفال للناس بالشكل الذي يرونه مناسبا، مادام أنهم لا يشكلون أي ضرر على الآخرين. وفي موقف سيعتبره السلفيون جريئا، قال المعتقل السابق على خلفية ملف الإرهاب: “حتى لو كان الاحتفال مقصود به احياء ذكرى ميلاد المسيح عليه السلام، فلا أرى أي مشكلة في الأمر، طالما هو احتفال بنبي من الأنبياء، وكما أن النبي صلى الله عليه وسلم، سبق أن احتفل باليوم الذي نجى فيه الله تعالى موسى من الغرق، فما المانع من الاحتفال بميلاد المسيح؟”. وشدد أبو حفص على أنه “كما نحتفل أيضا بميلاد النبي محمد عليه السلام، وبما أن الإسلام يعترف بكل الأنبياء السابقين، ويوقرهم، ويجلهم، فلا أرى أي مشكلة في الاحتفال بأي نبي من الأنبياء، سواء كان المسيح أو غيره”. وذهب الشيخ حسن الكتاني عكس موقف أبو حفص، وأكد في حديث مع “اليوم 24″، أن الاحتفالات برأس السنة، وتحت طائلة أي مبررات لا تعدو كونها تشبه بالدول الأوربية، وبالنصرانية. وأبرز الشيخ الكتاني أن الاحتفال برأس السنة الميلادية، مسألة قديمة في المغرب، والشام، وغيرها من البلدان الإسلامية، حيث ظهرت فتاوى كثيرة في المشرق والمغرب، تستنكر هذه المسألة، وتحرمها بشكل مطلق، بالنظر إلى كونه، وإن كان الظاهر أنه احتفال بسنة مضت، إلا أن واقع الأمر هو علاقته بالدين، لارتباطه بميلاد المسيح عليه السلام، ومن كان يحتفل بهذه الذكرى هم النصارى، بحمولات معينة، وتقاليد معينة، لها علاقة بالنصرانية.
وأضاف المتحدث ذاته، أن الاحتفال برأس السنة “تشبه بالنصارى، لدينا تاريخنا، وسنتنا الهجرية، وهي التي تعبر عن تاريخنا فلمَ نقتبس عاداتهم وتقاليدهم؟”، مشيرا إلى أن أصل الاحتفال بهذه الليلة، كان بسبب الاحتكاك بالنصارى، وقوة الغرب، الذي يجعل العديدين يحاولون التشبه به باقتناء شجرة الكريسميس، والحلوى، والنجوم.. وهو نفس ما يحدث في الغرب.
وتعرف المتاجر الكبرى، ومحلات الحلويات رواجا كبيرا، في الشهر الجاري، حيث يتم تقديم مختلف أنواع الهدايا، وأشهى الحلويات للزبائن، الذين يتهافتون عليها للاحتفال بليلة رأس السنة.