قال الملك محمد السادس، في الرسالة التي وجهها صباح اليوم الاثنين، إلى المشاركين في أشغال المؤتمر الحكومي الدولي لاعتماد الاتفاق العالمي للهجرة: “ليس هناك مكان أنسب وأكثر رمزية لاحتضان حدث تاريخي كالذي نحتضنه اليوم، أفضل من إفريقيا، قلب التنقلات البشرية الأولى، ومن المغرب أرض الهجرة والعبور والاتقرار، ومن مراكش بالتحديد الذي ظلت على الدوام ملتقى للقاءات الدولية”. وشدد الملك في رسالته على أن “مسألة الهجرة لا ينبغي أن تصبح مسألة أمنية، فإذا قامت على العقاب والقمع فلن يكون لها أي أثر أو تأثير، بل ستؤدي إلى نتائج عكسية وستغير مسارات حركة الهجرة، ولكن لن توقفها”. وبحضور عدد من رؤساء الدول والحكومات، في افتتاح المؤتمر الدولي المنظم من طرف الأممالمتحدة، تلا سعد الدين العثماني رئيس الحكومة الرسالة الملكية، التي رحب فيها الملك بالمشاركين في الحدث الدولي، “بمزيج من الاعتزاز والتواضع”. وقال الملك إن “الاعتزاز باحتضان المؤتمر، نابع من اختيار المجتمع الدولي للمغرب لاحتضان الحدث التاريخي، أما التواضع فمصدره جسامة القضية التي تجمعنا والأشواط التي تم قطعها والعمل الذي لازال ينتظرنا”. وأضافت الرسالة الملكية، “البشرية تعتمد في سنة 2018 بكل إيمان واقتتناع الطابع العالمي للهجرات الدولية بعيدا عن الحدود والانقسامات، وسيسجل التاريخ أن هذا الحدث التأسيسي، انعقد خلال ولاية الأمين العام الحالي للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيرس”. وأضاف الملك، “إن اهتمام المغرب بمسألة الهجرة ليس وليد اليوم ولا يرتبط بظرفية طارئة بل هو نابع من التزام أصيل وطوعي، يجد تجسيده الفعلي في سياسة إنسانية في فلسفتها، شاملة في مضمونها، عملية في نهجها، مسؤولة في تطبيقها، ورؤيتنا تقوم أساسا على استشراف المستقبل بما يضمن تنظيم حركية الأشخاص”. وشدد الملك على أن المسألة الأمنية لا يجب أن تكون مبررا لخرق حقوق المهاجرين، لأنها حقق ثابتة وغير قابلة للتصرف، كما لا يمكن أن تكون مبررا لعدم الاهتمام بسياسات التنمية الاجتماعية والاقتصادية، والتي تهدف إلى الحد من الأسباب العميقة للهجرة”. وسيشهد مؤتمر مراكش، المصادقة الرسمية على الاتفاق العالمي من أجل الهجرة الآمنة والمنظمة والنظامية، الذي يشكل حسب الأمينة العامة لهذا المؤتمر السيدة لويز أربور، وثيقة “أساسية” من أجل ضمان تدبير أفضل لقضية الهجرة. ويعرف مؤتمر مراكش (10- 11 دجنبر)، الذي يعد ثمرة 18 شهرا من المفاوضات المكثفة، مشاركة ما لا يقل عن 150 بلدا عضوا، حسب الأممالمتحدة، التي تتوقع أيضا حضور ما لا يقل عن عشرين من رؤساء الدول والحكومات في هذا الموعد العالمي الهام.