قال محمد اليازغي، الكاتب الأول السابق للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، إن تأخر الرد الجزائري يجعله غير متفائل. هناك من يقول إن مد الملك يده للجزائر لن يجد من يستجيب له في الجارة الشرقية، نظرا إلى التعنت الجزائري والفراغ السياسي الذي يعرفه هذا البلد. ما رأيك؟ أتمنى من صميم قلبي أن تكون هناك استجابة، لكن تأخرها المؤسف يجعلني غير متفائل، فتجاهل نداء رسمي وكبير، مثل نداء الملك محمد السادس في خطاب 6 نونبر، لما يزيد على أسبوع، مقلق، ومعناه واضح، خاصة أنه لم تكن هناك استجابة فورية. أتمنى أن تراجع الحكومة الجزائرية موقفها، وأن تنخرط في هذا الحوار لأنه أمر ضروري ويصب في مصلحة المغرب تماما كما مصلحة الجزائر، فالدولتان في حاجة إلى بناء علاقات ثنائية جديدة في الميدان السياسي والاجتماعي والاقتصادي والثقافي… كيف تفسر هذا التأخر في الرد؟ هل يمكن اعتباره «ردا» في حد ذاته؟ يجب انتظار جواب رسمي من الجارة الشرقية، وأنا أثمن اللقاء الذي عقده وزير الخارجية، ناصر بوريطة، مع سفير الجزائر بالرباط، فالملك محمد السادس طلب من الجزائر أن تستعجل وتوضح موقفها وتقول رأيا رسميا. الملك محمد السادس يسأل النظام الجزائري هل يقبل هذا الحوار أم يرفضه. إنه يريد المواجهة، وهذا عنصر مهم جدا، وما هذه الخطوة إلا تأكيد للمبادرة الطيبة للمغرب، ورغبته في إطلاق الحوار وآلية التنسيق الثنائي. لكن، بالموازاة مع تجاهلها الرد على دعوة الملك محمد السادس، طلبت الجزائر عقد قمة مغاربية. ما تفسيرك لذلك؟ في الحقيقة، لا أرى تناقضا بين دعوة الجزائر، اتحاد المغرب العربي، إلى تنظيم قمة مغاربية على مستوى وزراء الخارجية، وبين مبادرة الملك محمد السادس الداعية إلى إنشاء آلية مشتركة للحوار المباشر والصريح مع الجارة الشرقية. لا وجود لمانع يحول دون اجتماع وزراء خارجية أقطار المغرب العربي، وحتى إن كان الأمر غير مترابط، فهو أيضا غير متناقض، بل ومستحب، ومنصوص عليه. هل ترى أي أفق للصلح في الأيام المقبلة بين الجزائر والمغرب؟ هل نحن على موعد مع اتفاق ثنائي؟ يجب على الجزائر أن تحدد موقفها بشكل نهائي وترد بطريقة رسمية، وتضع حدا لهذا الخلاف الذي طال أمده، أما حالة الصمت والتجاهل فمعناها واضح، أي أن العلاقة ستبقى جامدة وراكدة، وستشل كل مبادرات الصلح والتوأمة.