يبحث وفد من رجال الأعمال البلجيكيين خلال زيارة لهم إلى طنجة، منذ يوم الأربعاء الماضي، الكثير من الجوانب الاستثمارية في المدينة وسبل تطوير الاستثمار فيها، حيث التقى وفد اقتصادي رفيع المستوى تتقدمه شقيقة العاهل البلجيكي الملك لويس فيليب، بمسؤولين مغاربة بحثا عن فرص التعاون والشراكة بين البلدين. وصباح أول أمس الخميس، ترأست “الأميرة أستريد”، ممثلة العاهل البلجيكي، الجلسة الافتتاحية لندوة حول "فرص الأعمال" بمدينة طنجة، وذلك بالمركب المينائي طنجة المتوسط بحضور وفد بلجيكي هام، يضم عدة وزراء فيدراليين وجهويين، ونحو 400 فاعل اقتصادي يمثلون أزيد من 250 شركة، إلى جانب عدد من المسؤولين ورجال الأعمال المغاربة. مصادر مطلعة قالت ل “أخبار اليوم”، إن رجال الأعمال البلجيكيين اجتمعوا مع مسؤولي غرفة التجارة والصناعة والخدمات بجهة طنجة، وعرضوا أفكار مشاريع استثمارية في المنطقة، التي من شأنها أن تدعم التطور التجاري والصناعي في عاصمة البوغاز، في حين قدم الجانب المغربي فكرة عن الإجراءات المحفزة للاستثمارات الخارجية في المناطق الصناعية الحرة المتعددة، وتذليل العقبات التي يمكن أن تواجه رجال الأعمال، خاصة الإطار القانوني والجبائي للاستثمار. من جانبه، اعتبر عبد العالي احسيسن، عضو غرفة التجارة والصناعة والخدمات، أن “مستوى العلاقات الاقتصادية بين بلجيكا والمغرب، يبقى محدودا، بالنظر إلى جودة العلاقات التاريخية بين البلدين”، داعيا رجال الأعمال من الجانبين إلى اغتنام الفرص المتاحة في كافة القطاعات الحيوية للرفع من مستوى العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين. وفي الوقت الذي رحب عبد العالي احسيسن بالوفد البلجيكي، داعيا رجال الأعمال إلى الاستثمار بالمغرب والاستفادة من موقعه الاستراتيجي واستقراره الاقتصادي ومكانته كبوابة لإفريقيا والبحر الأبيض المتوسط، ذكر في نفس السياق بأن حجم المبادلات بين البلدين جد محدود يفوق بالكاد مليار أورو، في حين يعد المغرب الشريك التجاري ال 44 لبلجيكا على مستوى العالم. من جانبه، أبرز رئيس مجلس رقابة الوكالة الخاصة طنجة المتوسط، فؤاد البريني، في كلمة بالمناسبة، أن هذه الزيارة تدخل في إطار تعزيز العلاقات الثنائية الممتازة على حد وصفه، وستساهم في تعزيز التعاون في الصناعة واللوجستيك، موضحا أن المركب المينائي طنجة المتوسط، يعرف مبادلات تجارية مع موانئ بلجيكية تتميز بموقعها الهام على المستوى الأوروبي. كما ذكر البريني، بأن عددا من الشركات البلجيكية واكبت تشييد مركب طنجة المتوسط منذ بدايته، وساهمت في نجاحه، مبرزا مشاركة مقاولات بلجيكية خلال مختلف مراحل تشييد المركب واستقرار شركات أخرى بمختلف منصاته الصناعية، إلى جانب وجود اتفاق تعاون مع مركز التكوين في الأنشطة المينائية بميناء “أونفرس” البلجيكي. هذا، وعرف برنامج زيارة الوفد البلجيكي المكون من ممثلين عن ثماني مقاولات بلجيكية من مختلف القطاعات الإنتاجية، الاطلاع على مجموعة من الوحدات الصناعية المستقرة بالمنطقة الحرة لطنجة، وبمنطقة الخدمات في مدينة تطوان، ومختلف مرافق ميناء طنجة المتوسط.