رغم تصاعد نفوذ التشكيلات السياسية المعادية للمهاجرين، بشكل العام، والمسلمين، على وجه الخصوص، بإيطاليا، إلا أن المهاجرين المغاربة تربعوا على عرش المجنسِين من خارج المجال الأوروبي. إذ كشفت معطيات جديدة أن 22.645 ألف مغربي حصلوا على الجنسية الإيطالية سنة 2017، مسبوقين فقط بالألبان ب27112 مجنسا، وفق معهد الإحصاء الإيطالي. علما أن إيطاليا جنست سنة 2013 نحو 25421 مغربيا مقابل 14728 مغربيا سنة 2014. هذا وبلغ مجموع الحاصلين على المواطنة الإيطالية من مختلف البلدان سنة 2017 حوالي 135814 مجنسا، بنسبة ارتفاع بلغت 26.4 في المائة مقارنة مع 2016. وكالة الأنباء الأمريكولاتينية التي أوردت هذه الإحصائيات أشارت، كذلك، إلى أن المغاربة يتصدرون لائحة الأجانب الذي يعيشون بشكل قانوني في إيطاليا إلى حدود يناير الماضي ب443147 مهاجرا، متبوعين بالمنحدرين من ألبانيا ب430340 مهاجرا، والصينيين ب309110 مهاجر، والأوكرانيين ب235245 مهاجرا، والفلبينيين ب161609 مهاجر. فيما يصل عدد المهاجرين الأجانب من مختلف الجنسيات المستقرين في مختلف المدن الإيطالية إلى 714934 شخصا. وتابع المصدر ذاته أن 43.2 في المائة من المهاجرين سويت وضعيتهم القانونية لأسباب عائلية، أغلبهم ينحدرون من نيجيرياوألبانيا والمغرب وباكستان وبنغلاديش. وتعتبر إيطاليا، على غرار إسبانيا وفرنسا وألمانيا في السنوات الأخيرة، وجهة مفضلة للمهاجرين المغاربة غير النظاميين، نظرا إلى الفكرة الشائعة والسائدة حول سهولة الحصول على وثائق الإقامة هناك، غير أن الحكومة الجديدة الإيطالية المعادية للمهاجرين، أكدت قبل أسابيع على لسان وزير داخليتها، ماتيو سالفيني، قائلة: “الزمن الجميل للمهاجرين السريين انتهى: استعدوا لحزم حقائبكم”، وتابع: “إيطاليا وسيسيليا لا يمكن أن تكونا موطن اللاجئين بأوروبا”. على صعيد متصل، يبدو أن بعض الشباب المغاربة الراغبين في الهجرة إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية وكندا، لم يعودوا يراهنون على القرعة السنوية، إذ يرجح تفضيل جزء منهم اختيار الطريق الصعبة عبر دول أمريكا الوسطى، للعبور إلى أمريكا بين قوافل المهاجرين اللاتينيين، رغم تحذيرات الرئيس الأمريكي من إغلاق الحدود في وجههم وإرسال آلاف الجنود لتأمينها. في هذا الصدد، أكدت بلاغات صادرة عن المؤسسة العسكرية بدولة نيكاراغوابأمريكا الوسطى، أنها اعتقلت منذ غشت 990 مهاجرا من بينهم مغاربة. المؤسسة ذاتها أشارت إلى أنه ما بين 16 غشت و22 أكتوبر الماضيين، اعتقل أفرادها 386 شخصا ينحدرون من المغرب وبنغلادش والهند والكاميرون وإريتريا وغانا وغينيا ومالي ونيجيريا والكونغو وأمريكا الجنوبية. وشرحت أن هؤلاء المهاجرون يستعملون نيكاراغوا وباقي دول أمريكا الوسطى (السلفادور والهندوراس وغواتيملا مرورا بالمكسيك)، عامة، كمنفذ عبور إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية. فيما اعتقلت منذ بداية الشهر الجاري 600 مهاجر غير نظامي، لكن لم تشر إلى وجود مغاربة بينهم هذه المرة.