شيء واحد فقط أثارني في الخبر الذي نشرته صحيفة إيطالية، قبل يومين، بخصوص إمكانية تعاقد المدرب جيوفاني تراباتوني مع جامعة الكرة، لقيادة المنتخب الوطني في المرحلة المقبلة وهو قولها، بلغة الواثق، إنه وبعد أسابيع من المفاوضات السرية، سيسافر تراباتوني للمغرب كي ينهي تفاصيل التعاقد. أقصد بالضبط جملة "أسابيع من المفاوضات السرية"، والتي وإن لم توضح الصحيفة الإيطالية ما تقصد بها، إلا أنها تعني ما تعنيه، من أن المعنيين بتدبير شؤون الكرة المغربية فتحوا بالفعل مفاوضات، قبل تشكيل لجنة اختيار الناخب الوطني، مع عدة أسماء لمعرفة رأيها في إمكانية تدريب أسود الأطلس؛ أي أن الاختيار، إلى حد ما، كان سابقا على من سيختار. المفروض منطقيا أن تشكيل لجنة لاختيار ناخب وطني جاء لكي تضع اللجنة المعنية المواصفات المطلوبة، وبعدها تقيس بها على الأسماء التي تتوفر فيها المعايير، ثم تختار بين تلك الأسماء، وحين يصبح العدد معقولا، يجلس المعنيون، من أعضاء في المكتب المديري، وتقنيين يفهمون في اللعبة جيدا، لينصتوا لكل على حدة، قبل أن ينضم إلى هؤلاء إداريون لهم دراية بالعقود، ليوثقوا التفاصيل، وآنذاك يعلن الاسم. الذي حدث الآن، حسب الصحيفة الإيطالية إياها، وبعض وسائل الإعلام في هولندا، وأخرى فرنسية، أن الأسماء اختيرت، وهي التي صارت معروفة لدى الجميع، يتقدمها جيوفاني تراباتوني، من إيطاليا، وديك أدفوكات، من هولندا، وهيرفي رونار، من فرنسا، ثم شُكلت لجنة للحديث عن مواصفات الناخب المقبل، وبعدها جيء بالمعنيين ليستمع إليهم، من قبل الرئيس فوزي لقجع، ونائبه نور الدين البوشحاتي، المكلف بالمنتخب، حسبما قيل. قد يبدو للبعض أن هذه مجرد شكليات تافهة، وأنها قد تصير أكثر من تافهة في حال تمكن المدرب المقبل للمنتخب الوطني من النجاح مع الأسود، بحيث لن يلتفت أحد ما إلى الوراء ليعود إلى تفاصيل من هذا القبيل، غير أن الأمر ليس كذلك، لأن السير بخطوات متوازنة، ومتوافقة، وذات بعد منطقي، هو ما يعطي للعملية كلل قيمتها، ويكللها بالنجاح. أيا كان الحال، فالمغاربة، سواء منهم العامة أو التقنيون أو المتتبعون، يرون أن ما ضاع من الوقت كثير، وأن الاختيار بات اليوم مسؤولية الرئيس الجديد للجامعة، ومن معه، وأن على هؤلاء أن يتحملوا المسؤولية كاملة، متمنين لهم حظا سعيدا، لأن الناس بحاجة إلى منتخب وطني قوي، يسعدهم، وينسيهم ما عاشوه من نكسات طيلة سنوات. إلى اللقاء.