رحل عن عالمنا، يوم أمس السبت، واحد من كبار الفنانين المغاربة، الذين أسسوا لفن الراي في المغرب، وتركوا بصمة في الساحة الفنية. ميمون بكوش، أو ميمون الوجدي، كما أطلق على نفسه نسبة إلى مدينته وجدة، هزمه السرطان في عمر ال68 سنة، وترك في الساحة الفنية 18 ألبوما، تؤرخ لمسار فني دام منذ عام 1982. انطلقت مسيرة الراحل ميمون الوجدي بألبوم بعنوان “النار كدات”، لكن شهرته زادت مع نجاح أغنيتيه “تشطن خاطري” عام 1984، و”أنا مانوليش”. وزاد العطاء الفني لميمون الوجدي مع تأسيسه شركة “فلورانس” للإنتاج الفني، وتوزيع “الكاسيط” في المملكة المغربية، عام 1992، وإصداراته، غالبا، ما تكون ألبومات بدل أغان منفردة، لكن كل ألبوم كانت أغانيه مميزة عن غيرها، نذكر من أبرزها: “صدمة كبيرة آش بكاك يا نوارة سولوه يا بلادي يا كنزي دير يقينك فالله تشطن خاطري أنا ما نوليش حبيبي أسمر اللون”. وآخر إصدارات الشاب ميمون كانت أغنية “سينغل” منفردة بعنوان “غي معاك” في غشت 2015. صارع ميمون الوجدي السرطان لحوالي 15 سنة، لكن في السنوات الأخيرة اشتد عليه المرض، وجعل صحته تتدهور. وفي فترة من علاجه، تكفلت مؤسسة لالة سلمى لمحاربة السرطان بعلاجه، وأجرى عملية جراحية تحت إشراف المعهد الوطني للأنكولوجيا سيدي محمد بن عبد الله، كما تردد، مرات، على المستشفى العسكري في الرباط، عندما كانت تشتد حالته المرضية، التي يتابعها عادة في المستشفى الإقليمي في وجدة. وفي شتنبر الماضي، تدهورت الحالة الصحية لميمون الوجدي، وناشد الملك، والمسؤولين لمساعدته، فتدخلت وزارة الصحة على الخط، وتكفلت بمصاريف علاجه، لكن القدر كان أقوى من كل شيء، وخطف الموت أيقونة فن الراي.