يبدو أن سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة، يسارع الزمن لتجنب فتح جبهة جديدة للاحتجاج من طرف أهالي جهة سوس ماسة، التي نظمت وقفة حاشدة أمام البرلمان، أول أمس الجمعة، ضد ما يتعرضون له من هجمات من قبل الرعاة الرحل. وعلم “اليوم24” من ممثلي التنسيقيات المحتجة، أن رئيس الحكومة، سيستقبلهم، بعد غد الثلاثاء، لمناقشة ظاهرة هجمات الرعاة الرحل على ممتلكات سكان جهة سوس ماسة، والمناطق المجاورة، إذ من المنتظر أن يتم التطرق إلى الظاهرة من مختلف الزوايا. يذكر أن من ضمن المحتجين خبراء باحثون، وإعلاميون دارسون للمجال، ما يخولهم إعداد ملف متكامل، يضم عددا من المطالب، في مقدمتها معضلة التحديد الغابوي، الذي رفضه سكان مناطق أدرار (الجبل)، إضافة إلى مشكلة الرعاة الرحل، الذين يجتاحون مناطق مزروعة توجد فيها أشجار مثمرة من قبيل الأركان، والزيتون، والخروب، وأشجار أخرى. وأوضح أحمد عصيد، أحد الممثلين للوفد المشارك في الوقفة الاحتجاجية، أن الجلوس مع رئيس الحكومة سيكون وفق الشروط الضرورية، والكاملة، لمناقشة ما يتعرض له أهل سوس من هجمات، وتعدٍ على أراضيهم، منذ مدة. وأشار عصيد إلى أن الوقفة الاحتجاجية تعتبر رمزية بآلاف المشاركين في انتظار تنظيم المسيرة المليونية في حالة لم يتم التجاوب مع المطالب المشروعة، التي تقضي بحماية ممتلكات أهل سوس، وحفظ كرامتهم، لإعادة ثقتهم في المؤسسات، والدولة، وذلك بعد نفاذ صبرهم. وتأتي الوقفة الاحتجاجية، المنظمة أمام البرلمان، بعد تنامي ظاهرة الرعاة الرحل في منطقة سوس، وجبال الأطلس الصغير، على أراضي السكان، الذين تعرضوا لاعتداءات جسدية عنيفة، تصل في بعض الأحيان إلى استعمال مختلف الأسلحة بما فيها البندقيات، إذ طالب المتضررون، والضحايا الجهات المسؤولة، والحكومة بالتدخل العاجل لوقف ما سموه ب”القنبلة الموقوتة”، في حالة لم يتم توفير الحماية، والأمن لسكان سوس في ظل ما يتعرضون له من هجمات متكررة.