يبدو أن الحملة الأمنية الشاملة التي تقودها وكالة مراقبة الحدودية الخارجية للاتحاد الأوروبي (فرونتيكس)، والأجهزة الأمنية المغربية والإسبانية منذ سنة تقريبا، لضرب البنيات التحتية ل”كارتيلات الحشيش” بين شمال المملكة والجنوب الإسباني، بدأت تعطي أكلها منذ يناير الماضي، رغم أنها دفعت زعماء هذه الكارتيلات إلى تهجير الشباب المغاربة على متن القارب الشبح “الفانتوم”، لتعويض الخسائر التي تعانيها بسبب الحملة الأمنية السالفة الذكر. تشديد المراقبة الأمنية بين المملكتين منذ يونيو الماضي، بشكل كبير، دفع أكبر “أباطرة” الحشيش المغربي، فرانسيسكو تيخون كارّاسكو (39 عاما)، الذي يقود إلى جانب شقيقه، أنطونيو تيخون كارّاسكو، كارتيل “لوس كاستانيوس”، إلى تسليم نفسه صباح يوم الأربعاء الماضي، لشرطة قاديس، قبل أن يأمر القضاء بإيداعه السجن، حسب مصادر إسبانية. المصادر ذاتها أوردت أن فرانسيسكو كان قبل تسليم نفسه يعتبر أكبر مبحوث عنه من قبل الأمن والقضاء الإسبانيين بعد أن صدرت في حقه مذكرة بحث سنة 2015. غير أن الخناق بدأ يضيق عليه بعد اعتقال شقيقه أنطونيو في 8 يونيو الماضي في عملية أمنية هوليودية شارك فيها العشرات من رجال الأمن في منطقة «لينيا دي لا كوثيبثيون» بمدينة قاديس. في المقابل، كشفت مصادر أمنية حينها أن فرانسيسكو أبحر صوب المغرب في أكتوبر 2016 على متن قارب سريع، حيث استقر بتطوان. هكذا بدأ الأمن يتعقب أثره، إذ في دجنبر 2016 سافرت زاريادا، زوجة أنطونيو، رفقة ماريا، زوجة دارين، ابن فرانسيسكو، إلى مدينة سبتة. حينها أبلغ الأمن الإسباني نظيره المغربي بهذا السفر الذي تسعى من خلاله المرأتان لرؤية زوجيهما المرجح تواجدهما في تطوان. وبعد دخول الزوجتين إلى المملكة عبر باب سبتة تعقبهما الأمن المغربي، حيث لم تتأخرا في اللقاء بزوجيهما، قبل أن يتدخل الأمن ويعتقل 10 أشخاص من بينهم أنطونيو تيخون وزجته، غير أن فرانسيسكو لم يكن حاضرا. أما أنطونيو فاعتقل بالمملكة 40 يوما تقريبا، وبما أن السلطات الإسبانية لم تطلب رسميا ترحيله من المغرب، أفرج عنه ليعود إلى الجزيرة الإيبيرية. فيما لم يعرف إلى حدود يونيو الماضي هل بقي فرانسيسكو في تطوان أم غادرها، قبل أن يظهر يوم الأربعاء الماضي في مخفر شرطة قاديس. أنطونيو الذي يتزعم (رفقة شقيقه فرانسيسكو) المنظمة الإجرامية الدولية «لوس كاستانيوس»، اعتقل يوم 8 يونيو الماضي، بمنطقة «لينيا دي لا كوثيبثيون» بمدينة قاديس، المعبر الرئيس للحشيش المغربي المهرب إلى أوروبا. ويعتبر سقوط أنطونيو تيخون وشقيقه فرانسيسكو، يوم الأربعاء الماضي، ضربة موجعة للمنظمات الإجرامية الدولية المتخصصة في تهريب الحشيش إلى أوروبا، كما أنه انتصار معنوي للأجهزة الأمنية على هذه الشبكات التي سعت، أخيرا، إلى تحويل شمال المملكة والجنوب الإسباني إلى «كارتيلات”. وترجح الاستخبارات الإسباني أن يكون فرانسيسكو وشقيقه راكموا 30 مليار سنتيم بعد بسط هيمنتهم على تهريب الحشيش المغربي في مضيق جبل طارق. كما يرجح أن تكون لديهم أموال أخرى مدفونة تحت الأرض. ويعتبر سقوط فرانسيسكو ثالث ضربة موجهة لأباطرة الحشيش في أقل من سنة بعد اعتقال شقيقه أنطونيو في 8 يونيو الماضي، واعتقال ملك الحشيش المغربي، عبد الله الحاج، يوم 30 نونبر الماضي، في الجزيرة الخضراء، والذي يقود 30 في المائة من نشاطات الحشيش في مضيق جبل طارق، علما أن الشقيقين فرانسيسكو وأنطونيو يحتكران 60 في المائة من “تجارة” الحشيش.