في سياق يتّسم بعلاقات غامضة بين المغرب والولاياتالمتحدةالأمريكية منذ وصول دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، وأياما قليلة قبل اجتماع حساس لمجلس الأمن الدولي حول ملف الصحراء، ينتظر أن يدخل تغييرا على مهام وصلاحيات بعثة المينورسو في الصحراء؛ دخل وزير الخارجية والتعاون الدولي المغربي، ناصر بوريطة، إلى البيت الأبيض، بعدما خصّ صحيفة إلكترونية معروفة بخطها التحريري اليميني المتطرّف، وقربها من “إسرائيل”، باستجواب هاجم فيه إيران بشدة. بوريطة التقى، أول أمس الاثنين، بمستشار الأمن القومي للرئيس الأمريكي، الشهير جون بولتون المعروف بمواقفه المتشددة، بحضور السفيرة المغربية لدى واشنطن للا جمالة العلوي. وفي ظل الحضور الخافت للمغرب في الأجندة الأمريكية منذ مجيء ترامب، حمل بوريطة أكثر الملفات سخونة وحساسية بالنسبة إلى الإدارة الأمريكية، وهو الملف المرتبط بالصراع مع ايران، ووضعه في صدارة أجندة لقاءاته بالمسؤولين الأمريكيين. بوريطة التقى بالصحافية كارولين كليك، عن موقع “بريتبار” الأمريكي الداعم لترامب، وذلك في السفارة المغربية في العاصمة الرومانية بوخاريست، والتي زارها بوريطة الأسبوع الماضي في إطار جولة قادته إلى منطقة البلقان. الوزير المغربي وضع ملف الصحراء في إطار الصراع الأمريكي مع إيران، مصوّرا هذه الأخيرة كطامح للاستفادة من دعمها ل “البوليساريو” “من أجل توسيع هيمنتها في منطقة شمال وغرب إفريقيا، لا سيما في البلدان الواقعة على الواجهة الأطلسية، مشيرا إلى أن الأمر يتعلق هنا بواجهة “للهجوم الذي تشنه طهران في إفريقيا”، حسب قصاصة لوكالة المغرب العربي للأنباء. التغطية الرسمية للقاء بوريطة مع جون بولتون، لم تنقل أي تصريح إيجابي منسوب إلى هذا الأخير، والمعروف بقربه من جبهة البوليساريو خلال الفترة التي تولى فيها رئاسة مجلس الأمن الدولي في عهد إدارة جورج بوش الابن. القصاصة الرسمية اكتفت بالقول إن بوريطة وبولتون أجريا مباحثات بحضور المستشارين الأقربين لبولتون، وأنهما تطرقا إلى القضايا الإقليمية والوضع في شمال إفريقيا والشرق الأوسط، “وشكلت القضية الوطنية أحد المواضيع التي تناولتها هذه المحادثات”. في المقابل، استصدرت وكالة المغرب العربي تصريحا مكتوبا من وزارة الخارجية الأمريكية، يؤكد الموقف التقليدي للإدارة الأمريكية من ملف الصحراء. مسؤول بالخارجية الأمريكية قال للوكالة إن بلاده تؤكد أن مقترح الحكم الذاتي “جدي وواقعي وذو مصداقية، ومن شأنه تلبية تطلعات ساكنة الصحراء لتدبير شؤونها الخاصة في سلام وكرامة”. ورغم لقاء بوريطة بنظيره وزير الخارجية الأمريكي، مايكل بومبيو، إلا أن نتيجة اللقاء كانت مجرد اتفاق على عقد الدورة المقبلة للحوار الاستراتيجي المغرب-الولاياتالمتحدة السنة المقبلة بالعاصمة الفيدرالية الأمريكية. بوريطة قال قبيل وصوله إلى واشنطن، في حواره مع موقع “بريتبار”، إن إيران تتطلع إلى الاستفادة من دعمها ل “البوليساريو” من أجل توسيع هيمنتها في منطقة شمال وغرب إفريقيا، “لا سيما في البلدان الواقعة على الواجهة الأطلسية، والأمر يتعلق هنا بواجهة “للهجوم الذي تشنه طهران في إفريقيا”. وذهب بوريطة إلى أن “البوليساريو” مجرد جزء من “نهج عدواني” لإيران تجاه شمال وغرب إفريقيا، وأن الجبهة الانفصالية تعد منظمة “جاذبة” بالنسبة إلى طهران وحزب الله. وشدد بوريطة على أن “البوليساريو” كمنظمة عسكرية عنصر إيجابي بالنسبة إلى إيران، لكونها تعرف المنطقة جيدا، واصفا أفرادها بالمهربين. الموقع الذي خصّه ترامب بالحوار، يعرف في الولاياتالمتحدةالأمريكية بقربه الشديد من ترامب، وتبنيه مواقف يمينية متطرفة وعنصرية. هذا الموقع الإخباري تأسس سنة 2007 على يد أندرو بريتبارت، ويصف المنبر نفسه بكونه بمثابة “هافنغتون بوسط في اليمين”. هذا الموقع الإخباري كان في مقدمة المنابر الإعلامية الداعمة لترامب في حملته الانتخابية، وهو ما جرّ عليه مقاطعة عدد من المجموعات الاقتصادية التي حجبت عنه الإعلانات. مؤسس الموقع، أندرو بريتبار، الذي توفي عام 2012، كان قد زار “إسرائيل” لحظة إطلاق الموقع سنة 2007، وأعلن من هناك أن منبره الإعلامي سيكون مناصرا للحرية ومناصرا ل”إسرائيل”.