يعكس اتفاق وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، ناصر بوريطة، ووزير الخارجية الأمريكي، مايكل بومبيو، على عقد الدورة المقبلة للحوار الاستراتيجي المغرب-الولاياتالمتحدة السنة المقبلة بالعاصمة الفيدرالية الأمريكية، حاجة الرباط وواشنطن إلى تعزيز أكبر للطابع المنظم والمستدام والمتوازن للشراكة المتميزة بين البلدين. والواضح أن هذا الاتفاق يرتكز على تفهم الأولويات المتبادلة والمصالح الوطنية الحيوية لكل من المغرب والولاياتالمتحدةالأمريكية في ظرفية إقليمية ودولية تستدعي بذل جهود متواصلة لتقوية الشراكة الاستراتيجية الثنائية في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية. وقد تناولت المحادثات بين وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، ناصر بوريطة، وجون بولتون، مستشار الرئيس دونالد ترامب للأمن القومي، القضية الوطنية، حيث جددت الولاياتالمتحدة، الاثنين، التأكيد على أن مقترح الحكم الذاتي في الصحراء «جدي وذو مصداقية وواقعي»، مشددة على أن هذا المقترح من شأنه تلبية تطلعات ساكنة الصحراء «لتدبير شؤونها الخاصة في سلام وكرامة». وهو الأمر الذي ينسجم مع ما عبرت عنه الإدارات الأمريكية المتعاقبة، بدءا بإدارة بيل كلينتون ثم جورج بوش الابن، وحتى الإدارة الحالية، الذين يؤكدون بوضوح أن مخطط الحكم الذاتي يشكل حلا يتسم بالمصداقية والجدية والواقعية» لقضية الصحراء، الشيء الذي جعل المغرب، غير ما مرة، يطالب إدارة ترامب بالانتقال من التصريحات إلى الفعل، «من الحيوي بالنسبة لإدارة ترامب اتخاذ خطوات ملموسة لتيسير تطبيق هذا المخطط»، كا جاء على لسان ناصر بوريطة في حديث للموقع الإخباري الأمريكي «بريتبار». ويأتي هذا اللقاء، الذي تناول مستجدات القضية الوطنية على ضوء القرار الأممي الأخير رقم 2414، والجهود الأممية لتقريب وجهات النظر بين مختلف الأطراف، والمبادرة المغربية المتعلقة بالحكم الذاتي لحله، فضلا عن الدور الجزائري الأساسي فيه ومساهمتها في نشأته، قبل أيام على انعقاد جلسة بمجلس الأمن الدولي، بتاريخ 28 من الشهر الجاري، تحت الرئاسة الأمريكية، حيث سيُقدم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس إحاطة شاملة حول عمل البعثة الأممية «المينورسو» منذ نشأتها والعراقيل التي تواجهها. كما تناولت المباحثات الفرص الكفيلة بتوسيع التعاون المغربي الأمريكي الاقتصادي والأمني القوي، بما في ذلك الجهود المشتركة الرامية إلى «وضع حد لدعم إيران للإرهاب والتصدي لتأثيرها الوخيم في المنطقة» حيث تتطلع إلى الاستفادة من دعمها ل «البوليساريو» من أجل توسيع هيمنتها في منطقة شمال وغرب إفريقيا، لاسيما في البلدان الواقعة على الواجهة الأطلسية، وهكذا فإن « حل قضية الصحراء سيكون له أثر «عميق» على السياسة العربية بشكل عام عبر دعم الدول العربية الأكثر اعتدالا»، يشير ناصر بوريطة في تصريح له قبل أيام خلال جولته إلى منطقة البلقان. وأشار وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي إلى أنه بالنظر إلى الدور المركزي الذي أضحت تلعبه «البوليساريو» في الجهود التي تبذلها طهران بشمال وغرب إفريقيا، وعلى ضوء دعم إدارة جورج بوش السابقة في 2006 لمخطط الحكم الذاتي، فإنه «من الحيوي بالنسبة لإدارة ترامب اتخاذ خطوات ملموسة لتيسير تطبيق هذا المخطط»، محذرا من «الارتباط» القائم بين حزب لله و»البوليساريو»، والذي يكتسي، بحسبه، طابعا «جد خطير» بالنسبة لشمال إفريقيا.