أخذت قضية الطفلة خديجة أبعادا أكبر، بعدما خرجت خبيرة متخصصة في إزالة الأوشام بتصريحات مثيرة، قالت فيها إن الأوشام التي على جسد الضحية تعود إلى أزيد من ستة أشهر، الشيء الذي يناقض تماما رواية خديجة، فيما هاجم حقوقيون يدافعون عن الطفلة في هذا الملف الخبيرة، واتهموها بأنها مبعوثة من طرف جهات أمنية. خديجة، التي تدعي تعرضها للاحتجاز والاغتصاب والتعذيب مدة شهرين من لدن مجموعة من الشبان بقرية أولاد عياد القريبة من الفقيه بنصالح، جرى تداول قصتها على نطاق دولي واسع، وترجمت إلى عدد من اللغات الأجنبية، الشيء الذي بات يحرج المغرب، ويمس بصورته لدى السياح الأجانب. وخلال الأيام الأولى لتفجر القضية، كانت الرواية الأكثر تداولا هي رواية خديجة، التي تقول إن مغتصبيها عرضوها ل«الكي» بأعقاب السجائر، ووشموا مختلف مناطق جسدها بشكل بشع، فيما كانت أسر المتابعين، الذين وصل عددهم إلى 12 شابا بعضهم قاصرون، تقول إن خديجة كانت ترافقهم بمحض إرادتها، وتتعاطى رفقتهم المخدرات والكحول. إلا أن رواية جديدة ظهرت، خلال اليومين الماضيين، كشفت معطى جديدا، وهو أن «الأوشام التي على جسد الضحية لا تعود إلى شهرين كما تدعي خديجة، بل عمرها يتجاوز الستة أشهر على أقل تقدير». هذه الرواية قدمتها متخصصة في إزالة الأوشام، اسمها ليندا بارادي، وهي مغربية تعمل في هذا المجال بالمملكة وبمناطق أخرى في العالم، على رأسها الولاياتالمتحدةالأمريكية. بارادي ظهرت أولا في مقطع فيديو بثه موقع «برلمان»، قالت فيه إنها زارت خديجة في منزل عائلتها، مباشرة بعد وصولها من الولاياتالمتحدةالأمريكية، وذلك بهدف مساعدتها في هذه المحنة، غير أنها صدمت ببرودة دم الضحية، عكس الحالة التي قد تكون عليها مراهقة تعرضت لتجربة مريرة. وبعدما فحصت بارادي أوشام خديجة، تبين لها أنها «قديمة، وأن المادة التي استعملت فيها هي صباغة عادية، الشيء الذي يعد خطيرا على صحة جلدها»، وقالت أيضا إن «الأوشام تغطي أثار جروح قديمة على ساعديها»، وهي الجروح التي تكون عادة على أيدي مدمني حبوب الهلوسة. تصريح بارادي هذا، الذي جرى تداوله بعد ذلك من طرف العديد من المواقع الإلكترونية، خلق ضجة داخل أسرة خديجة وبين صفوف الجمعيات الحقوقية المدافعة عنها. نور الدين السادي، العضو بالجمعية المغربية لحقوق الإنسان، قال ل«أخبار اليوم» إن خديجة بعد هذه التطورات ستبتعد عن ضغوطات وسائل الإعلام لكي ترتاح نفسيا، وسيتواصل العمل على المستوى القانوني. وأكد الناشط في الجمعية الحقوقية، التي فجرت القضية أولا، أن الخبيرة ليندا بارادي زارت منزل خديجة يوم الاثنين الماضي، وأخبرتهم بأنها قادمة من الولاياتالمتحدةالأمريكية خصيصا لمساعدتها، ثم طلبت من والد خديجة أن تصطحب معها الفتاة لمساعدتها. بعد ذلك سينشب خلاف بين بارادي وعائلة خديجة، بعدما طلب منها الوالد أن تعرفهم أولا بنفسها. «هنا ستنفجر بارادي وبدأت في شتم العائلة، ثم قالت لهم إنها مبعوثة من طرف جهات أمنية بالرباط، إلى درجة أن والديها تملكهما الخوف». الحقوقيون الذين يدافعون عن خديجة هاجموا بارادي، لكونها أفشت، حسبهم، الوضعية الصحية لحالة زارتها، وأثرت على سير قضية معروضة أمام العدالة. أما الخبيرة في مجال إزالة الأوشام، التي شاركت في برامج متعددة بقنوات وطنية حول الموضوع، فنفت، في تصريح ل«أخبار اليوم»، هذه الاتهامات، وقالت: «لقد ذهبت لمساعدة العائلة ماديا، ولمساعدة خديجة في إزالة الأوشام، ثم اكتشفت أن هذه الأخيرة قديمة، وأن القصة كلها كذب، وعدت أدراجي. هذا كل ما في الأمر».