-مقال إشهاري إن كان عيد الأضحى فرصة للاحتفال بين أفراد العائلة ويوما مميزا من أجل الفرح وإحياء السنة النبوية، فإن عيد الأضحى عند البعض هو يوم عمل بتفان ويوم تحدي من أجل الحفاظ على نظافة الحواضر. "لا أحد يساعدنا في أداء مهامنا في هذا اليوم"، هكذا بدأ العربي حديثه وهو رجل تخطى عقده الرابع، يعمل لصالح المجموعة المواطنة "أوزون للبيئة والخدمات". يحكي العربي عن التحديات التي تواجهه خلال يوم عيد الأضحى؛ بينما الناس تستمتع بنحر الأضحية، وتعيش فرحة العيد رفقة عائلتها ككل سنة، تجد العربي منهمكا رفقة أزيد من 7 ألاف عامل وعاملة بمجوعة أوزون للبيئة والخدمات، بتنظيف مخلفات الأضاحي التي انتشرت هنا وهناك بعيدا عن الحاويات المخصصة لها. يقول العربي: "الجميع منشغل بذبح الأضحية والاستمتاع بما لذ وطاب، من الحلويات والمشروبات المتنوعة وأصناف المأكولات التي يتم تحضيرها بهذه المناسبة الدينية، بينما نحن نسابق عقارب الساعة لجمع أكوام النفايات الناتجة عن رمي بقايا الأضاحي وشي رؤوسها". تبدأ معاناة هؤلاء الجنود لحظات قليلة بعد أدائهم لصلاة العيد، يرتدون بذلة العمل الرسمية، وينطلقون بدون تردد لجمع أكوام النفايات التي تركها الباعة المتجولون ليلة العيد بالشوارع والأزقة، تتنوع من بقايا الفحم والقش والأعشاب وأعلاف الأكباش ومستلزمات العيد، ناهيك عن الفضاءات المحيطة بالأسواق المخصصة لبيع الأضاحي، وصولا إلى جلد الأضحية والنفايات المنزلية التي شوهت الفضاء. ويجد عمال النظافة أنفسهم في مواجهة قاسية ضد أكوام النفايات التي تؤرق الساكنة بسبب الرائحة الكريهة التي ستنبعث منها بعد ساعات قليلة من مرور مراسيم عيد الأضحى.. وفي هذا الإطار، يقول عزيز البدراوي، الرئيس المدير العام لمجموعة اوزون البيئة والخدمات،:" في هذا اليوم يضاعف العمال مجهوداتهم لتنظيف الساحات والحدائق والمصلى وجمع النفايات المنزلية، نظرا لتكاثرها بسبب رمي بقايا الأضاحي ما يشكل عبئا كبيرا على عمال النظافة." لا تقتصر معاناة شركة النظافة في الحرب التي يخوضها عمالها، بل تشمل أيضا خسائر مالية وبشرية، هو الأمر الذي يؤكده صاحب المقاولة المواطنة في تصريحه "نتكبد خسائر مادية جسيمة تتمثل في حرق آلاف الحاويات إثر رمي الجمر المشتعل الذي استعمل في شي رؤوس الأضاحي داخل الحاويات البلاستيكية، الأمر الذي تسبب في تلف عدد لا يحصى منها من مدينة بوجدور وصولا إلى مدينة الشاون". وعن سلوك المواطنين الذي يؤرق شركة النظافة يستطرد البدراوي قوله "نعاني الأمرين من سلوكيات بعض المواطنين الذين يلقون بنفاياتهم بعيدا عن الحاويات المخصصة لهذا الغرض مما يجعل عملية جمعها في وقت محدد ونقلها إلى المطرح في يوم واحد أمر شبه مستحيل، لكن وبعد تتبع عملية النظافة وقفنا على العمل الجبار الذي قام به عمال الوطن الأمر الذي ظهر على شوارع المدن المغربية التي عادت لملامحها الأصلية بعد انتهائهم من المهمة". وأشار المتحدث ذاته أن "الشركة جندت أسطولا ضخما من الآليات ووظفت يد عاملة موسمية لدعم التدخلات الميدانية خلال هذه الفترة خاصة يوم عيد الأضحى كيوم استثنائي".