على خلاف واجبات دينية أخرى، يصر المواطنون المغاربة على أداء سنة النحر في عيد الأضحى، كيفما كانت أوضاعهم الإجتماعية وقدراتهم الشرائية. ورغم أن أغلب المذاهب الفقهية في الإسلام، بما فيها المذهب المالكي، تجمع على أن الأضحية هي سنة مؤكدة "ينبغي القيام بها للقادر عليها، إلا أنها غير واجبة"، إلا أن جل المغاربة حولوا هذه السنة إلى شبه واجب يعير من يتخلى عنها. ويرجع هذا التشبث بأداء سنة النحر إلى عوامل شتى، في مقدمتها "عدم حرمان الأطفال من طقوس عيد الأضحى الذي يستحيل إقامته دون شراء وذبح الكبش"، حتى لو تطلب ذلك بيع أثاث المنزل أو التضحية بأمور أكثر أهمية كمستلزمات الدراسة أو غيرها. ولا يرتبط عيد الأضحى الذي يحل بعد بضعة أيام بالشعائر الدينية فقط لدى أغلب المغاربة، حيث تحول على مدى عصور إلى مناسبة اجتماعية لها طقوسها الثابثة التي لا يمكن التفريط في أي منها.