اقتحم عدد من المكفوفين المعطلين، صباح أول أمس، مقر مجلس جهة الشرق، واحتجوا داخل المجلس، لمطالبة الرئيس، عبد النبي بعيوي، بتنفيذ الوعود التي أعطاهم إياها، على حد تعبيرهم. المعطلون المكفوفون، الذين اقتحموا مقر مجلس الجهة بالقوة، دخلوا في صدام مع عناصر الأمن الخاص التي تحرس مبنى المجلس، وخلف ذلك عددا من الإصابات في كلا الطرفين، بل إن الصدام بين الطرفين أدى إلى تكسير جانب من الواجهة الزجاجية للمجلس، وهو ما خلف حالة من الاستنفار داخل المجلس، الذي كان يعقد دورته الاستثنائية للنظر في وقع اتفاق الصيد البحري بين الاتحاد الأوربي والمغرب على المنطقة الشرقية. بل أكثر من ذلك، هدد أحد المعطلين بسكب مادة قابلة للاشتعال على جسده وإشعال النار فيه، حيث عاينت «اليوم24» المعني يصرخ ويحتج ويحمل في يده قنينة قال إن بداخلها بنزين، وفي اليد الأخرى قداحة يهدد بها بإشعال النار، ما لم يمكن المعطلون المحتجون من ذوي الاحتياجات الخاصة من عقد لقاء مع رئيس الجهة واستفساره عما يقولون عنه تنصل في تحقيق الوعود التي قطعها الرئيس. ومن الوعود التي يقول المعطلون من ذوي الاحتياجات الخاصة، الذين احتجوا أول أمس بمجلس جهة الشرق، إن الرئيس سبق وتعهد بها، وعدهم بمنحهم منحا شهرية تقدر ب2500 درهم في الشهر، لكل معطل مكفوف إلى غاية 2021، وبعد انتظار واحتجاجات مستمرة لم يتوصلوا إلا ب1000 درهم. كما يقول المعنيون إنه سبق وتلقوا وعودا بدعم التعاونيات التي يودون تأسيسها، والتي اقترحها عليهم المسؤولون في المجلس، غير أنهم فوجئوا بتضاؤل الدعم المخصص للتعاونيات. وردد المحتجون شعارات قوية، قبل أن يقتحموا البهو، ويصعدوا إلى مكتب الرئيس لملاقاته، والدخول معه في حوار. وبعد الصدام الذي وقع بينهم وبين حراس الأمن، حضر عدد من المسؤولين الأمنيين إلى المجلس لتفقد الوضع عن كثب ومتابعة مجريات الأمور، ولم يستبعد مصدر مطلع أن تفتح المصالح المختصة تحقيقا في الحادث، خاصة مع وجود أضرار مادية في الممتلكات العامة. وعلاقة دائما بالدورة الاستثنائية، التي طرحت نقطة واحدة وفريدة للنقاش تتعلق بوقع اتفاق الصيد البحري بين الاتحاد الأوربي والمغرب على المنطقة الشرقية، أكد العديد من الأعضاء، ضمنهم محمد توفيق من فريق العدالة والتنمية، أن الوقع سيكون ضعيفا بالنظر إلى نسبة الاستفادة المخصصة للمنطقة الشرقية، وإن كان الاتفاق من الناحية السياسية هو انتصار للمغرب وللدبلوماسية المغربية، بعد ضم الأقاليم الجنوبية إلى المناطق التي يشملها الصيد. وفي السياق نفسه، سجل فريق العدالة والتنمية، الذي يتموقع في المعارضة، هدفا في مرمى الأغلبية التي يقودها حزب الأصالة والمعاصرة برئاسة عبد النبي بعيوي. فخلال النقاش الذي دار حول هذه النقطة، تدخل العضو، عبد الله هامل، الذي هو في الوقت نفسه رئيس لجنة التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، والبرلماني عن دائرة وجدة أنكاد، وبدأ حديثه بتوجيه اللوم إلى المكتب المسير على جلب نوع واحد من الماء لأعضاء المجلس، في إشارة إلى مياه سيدي علي التي كانت تؤثث طاولات الأعضاء، «خاصة أن الأعضاء في المجلس هم ممثلون للشعب، الذي قاطع جزء منه مياه سيدي علي»