رفعت مؤسسة "الوسيط" تقريرا أسود إلى الملك محمد السادس حول واقع الإدارة المغربية، موجهة انتقادات كبيرة لطريقة تسييرها، وممارسات الموظفين، وأثر الإصلاحات على الواقع اليومي للمواطنين. وقالت المؤسسة، في التقرير ذاته، الذي يلخص إنجازاتها لعام 2017، والذي نشر في آخر عدد للجريدة الرسمية، إن وتيرة الارتقاء بالشأن الإداري لم تبلغ المأمول، على الرغم مما أعربت عنه الإدارة من إرادة الانتقال بممارستها إلى المشروع من تطلعات المرتفقين، الذين من حقهم انكبابها على قضاياهم في حرص، وسهر على تلبية حاجياتهم، التي أضحت ملحة أمام ما يلاحظ من تعثر، أو تقصير في عدد من الإدارات. وأوضحت المؤسسة، في التقرير ذاته، أن رصدها المنتظم لما يجري في الإدارة المغربية، يسجل أن المعيش اليومي لم يبرهن بالملموس على إقلاع بعض الإداريين عن ممارسات منبوذة، والتي توحي بسطوة السلطة، واستمرار استعلاء بعض القيمين عليها، واشتغالهم بمزاجية متجاوزة، وفق بيروقراطية لم تعد مقبولة، ونمطية مفتقرة لكل مبرر. وقالت "الوسيط"، إن إشكاليات الإدارة المغربية متعددة، ومعروفة، ومع ذلك لم تتمكن من القضاء كلية على إحداها، إذ لاتزال تطفو على الساحة من حين إلى آخر، ومن منطقة إلى أخرى، داعية إلى التفاعل، والاجتهاد، على أن يتم توظيف كل الامكانيات، والوسائل لتطوير الإدارة. ووجهت مؤسسة الوسيط، دعوة، في توصيات تقريرها، إلى تبني الإدارة لنموذج متميز لا ينحصر في النمطية وتعاليم مدبجة، وإنما يؤسس لبناء نموذج على القيم، التي تجعل من خدمة المواطنين هدفا رئيسيا، ومن الإصلاح مسارا متواصلا، يتعزز بالتراكمات الإيجابية، التي ترفع من نسبة الارتياح لانسياب تصريف الشأن الإداري.