قدم حزب العمال في البرازيل ترشيح زعيمه التاريخي المسجون "ايناسيو لويس لولا" دا سيلفا للانتخابات الرئاسية، التي ستجرى في أكتوبر المقبل. وأعلن حزب العمال، أمس الأربعاء، في موقعه الإلكتروني، أن "لولا" أصبح بشكل رسمي "مرشح حزب العمال لرئاسة الجمهورية"، هي الخطوة، التي تنطوي على مجازفة سياسية كبيرة، وتحد للسلطة. وسترفض المحكمة العليا للانتخابات على الأرجح ترشيح "لولا"، الذي تشير استطلاعات الرأي إلى أنه لا يزال أوفر المرشحين حظا للفوز في الاقتراع مع أنه بدأ في أبريل الماضي عقوبة بالسجن 12 سنة بتهم فساد، وتبييض أموال. وينص القانون على عدم أهلية أي شخص صدر عليه حكم في الاستئناف للترشح، وهو ما حدث لرئيس الدولة الأسبق، الذي شغل المنصب لولايتين من 2003 إلى 2010. فيما يقضي، حاليا، عقوبة سجنية في جنوبالبرازيل. وعرضت "غليزي هوفمان"، رئيسة حزب العمال الوثيقة، التي تثبت تقديم ترشيح "لولا" قبل ساعات فقط على انتهاء المهلة القانونية المحددة لتقديم الترشيحات. وخاطبت رئيسة الحزب، الذي أسسه "لولا" حوالى عشرة آلاف من مؤيديه أمام المحكمة العليا للانتخابات في وسط برازيليا "اليوم هو يوم مهم جدا.. جئنا لنسجل ترشح الرفيق "لولا"، على الرغم من أنف كل الذين لا يريدون أن يحدث ذلك".
"Você é o nosso candidato agora, Lula". Confira o discurso da presidenta do PT @Gleisi Hoffmann no ato de registro da candidatura de @LulaOficial à Presidência. #LulaECandidato pic.twitter.com/FocPEnHMw4 — PT Brasil (@ptbrasil) August 15, 2018 وأكد "لولا"، الذي غادر السلطة بمستوى قياسي من الشعبية، براءته، وقال إنه ضحية اضطهاد سياسي هدفه منعه من الترشح لولاية ثالثة. وسجل 12 مرشحا آخر ترشيحاتهم، قبل منتصف ليل الأربعاء/ الخميس، لهذه الانتخابات، التي تبدو نتائجها الأكثر غموضا في العقود الأخيرة في البرازيل، حيث يشعر السكان بالملل من السياسة. وبين هؤلاء المرشحين النائب اليميني المتطرف جائير بولسونارو، الذي تشير استطلاعات الرأي إلى أنه سيحل ثانيا بعد "لولا"، لكن بفارق كبير، والحاكم السابق لساو باولو جيرالدو ألكمين، والمدافعة عن البيئة مارينا سيلفا. وسار نحو عشرة آلاف من أنصار حزب العمال، وهم يرتدون قمصانا تحمل صورة "لولا"، أو يغطون وجوههم بأقنعة لوجهه، باتجاه المحكمة العليا للانتخابات، حيث كان مسؤولو الحزب يقومون بانجاز الوثائق اللازمة لتسجيل ترشيح "لولا"، وردد المشاركون هتافات ،من بينها "البرازيل لولا رئيس!". ويعتقد أنصار "لولا"، الذي بدأ حياته ماسحا للأحذية، وتحول إلى زعيم شعبي محبوب، وشخصية رئيسية على المسرح العالمي خلال رئاسته بين عامي 2003 و2010، يعتقدون أنه قد تمت إزاحته بشكل متعمد من السباق الرئاسي. كما ينظرون إليه أيضا كسجين سياسي يحاكم، ويتعرض للانتقام من اليمين بعد انتشاله ملايين البرازيليين من الفقر، ومحاربته الفوارق الاجتماعية، والعنصرية في المجتمع البرازيلي. أما خصومه فيحملون الرئيس السابق، البالغ من العمر 72 سنة، وخليفته ديلما روسيف، التي اختارها قبل أن يحاكمها البرلمان ويعزلها عام 2016، كل المشاكل، التي تعانيها البرازيل.