قال عبد الرحيم العلام، الباحث في العلوم السياسية، إنه لا أتوقع أن يتجه حزب المصباح إلى الانشقاق. ما هي قراءتك للخلافات التي تنشب بين قيادات حزب العدالة والتنمية؟ بالنسبة إلى حزب العدالة والتنمية، دائما هناك اختلافات وخلافات، أحيانا تكون جوهرية وأحيانا أخرى تكون سطحية، فمثلا، دائما يكون هناك تجاذب بشأن موضوع الملكية البرلمانية، وحول الحركات الاحتجاجية، ومنها حركة 20 فبراير. عرفنا أن جزءا من الحزب كان مع الخروج، وأن آخرين كانوا ضد الخروج، وجرى تجميد عضوية الذين خرجوا في المظاهرات كما تابعنا، ومع ذلك يستمر التعامل والاشتغال من داخل الحزب. ربما ما حدث بعد البلوكاج تطور من اختلاف إلى خلاف، وهو ما تبين حتى على مستوى العلاقات بين أعضاء الحزب، وهذا فعلا يحدث أول مرة. وأعتقد أن ذلك من بين الأسباب التي جعلت حركة التوحيد والإصلاح تحسم مع الفعل السياسي، بمنعها قيادات الحزب من الحضور في المكتب التنفيذي، وغيرها من الأمور، ما ينذر بوقوع انشطار في حزب المصباح، لذلك تسابق الحركة الزمن لكي لا يكون للأمر تأثير على عليها وعلى وحدتها. إذن، هذا الخلاف يتفاقم يوما بعد يوم، وهو ما يبدو جليا في تصريحات حامي الدين والعمراني وتصريحات بنكيران في تعقيب على حامي الدين، لكن كل هذه الأمور لا يمكن أن تجعلنا نقول إن حزب العدالة والتنمية ذاهب للانشقاق. إذن، أنتم ترون أن هذه الخلافات لن تذهب بحزب العدالة والتنمية إلى حد الانشقاق؟ لكي يكتمل الانشقاق يجب أن يصيب مسارات الأشخاص نوع من الانغلاق. اليوم الأشخاص والقيادات وكل تيار لديه نقاط قوة ولديه نقاط ضعف. ما يسمى بتيار الاستوزار لديه الحكومة والأمانة العامة للحزب، يعني لديه ما يخسره في حالة انشقاق الحزب، أيضا التيار الآخر «تيار بنكيران» لديه الشبيبة ولديه المجلس الوطني ولديه الطلبة ورئيس فريق برلماني ونسبة كبيرة من البرلمانيين، فكل تيار لديه داخل الحزب ما يبقي الحزب متجمعا. نقطة أخرى يجب الإشارة إليها، وهي أن كل تيار يريد أن يبقى في الحكومة، فتيار بنكيران اليوم لا يمكن أن نقول إنه يريد مغادرة الحكومة لا هو ولا حامي الدين، لذلك لا يمكن الحديث عن انشقاق لأن كلا الطرفين يريد البقاء في الحكومة، والاستفادة مما يوفره التموقع داخل مؤسسات الدولة. انطلاقا من كلامكم، هل يمكن القول إن كل تيار يحاول إقصاء التيار المخالف له للسيطرة على الحزب؟ هذا التوجه موجود بالتأكيد، لكن لينجح ذلك يجب أن يكون التيار المخالف ضعيفا، وهذا غير كائن، فكل تيار في الحزب لديه من القوة ما يمكنه من البقاء داخل الحزب، لذلك، لا أتوقع أن عملية الإقصاء ستخرج عما هو مألوف، أي عن الانتقادات والتصريحات والتصريحات المضادة، لكن الضرب تحت الحزام قد يحدث، لكنه لن يصل إلى إقصاء طرف لآخر، لكن الأكيد أن كل تيار سيسعى إلى كسب قاعدة جماهيرية داخل الحزب ليتقوى أكثر. وفي اعتقادي، أن العثماني لن يكون سعيدا وهو يرى شباب الحزب وهم يطالبون بعودة بنكيران، وكذلك لا أتوقع أن التيار الآخر يريد لتجربة العثماني داخل الحكومة أن تنجح. هل يمكن أن نقول اليوم إن الخلافات داخل العدالة والتنمية هي نتيجة تموقع الحزب داخل الحكومة وأنها ليست خلافات جوهرية؟ أتوقع أن سبب هذه الخلافات هو خروج بنكيران من الحكومة وتعويضه بالعثماني، وقبول هذا الأخير بأمور رفضها بنكيران، لذلك كل هذه أمور تبقى في إطار المناورات السياسية. ليس هناك خلاف جوهري عميق بين أعضاء حزب العدالة والتنمية، هو فقط خلاف حول وجود أشخاص في هذا الموقع أو ذاك.