أوقفت الخطوط الجوية السعودية رحلاتها المباشرة إلى تورنتو، كبرى مدن كندا، عقب مطالبة كندا المملكة العربية السعودية بإطلاق سراح الناشطين المدافعين عن حقوق المرأة. كما جمدت السعودية التبادل التجاري مع كندا، وطردت سفيرها بسبب ما وصفته "بالتدخل" في شؤون المملكة الداخلية. وردت كندا على الإجراءات السعودية بأنها سوف "تستمر في دعم حقوق الإنسان"، وفق ما ذكره موقع "بي بي سي". ومن بين المعتقلين، المدافعين عن حقوق المرأة الناشطة الحقوقية الأمريكية من أصول سعودية سمر بدوي، شقيقة المدون السعودي المعتقل في السعودية رائف بدوي. وأعربت كريستيا فريلاند، وزيرة الخارجية الكندية، عن "بالغ قلقها" حيال طرد السفير، مؤكدة أن كندا سوف "تهب دائما لنصرة حقوق الإنسان، بما في ذلك حقوق المرأة وحرية التعبير في جميع أنحاء العالم". وأضافت: "لن نتردد في نشر هذه القيم، ونعتقد أن هذا الحوار له أهمية بالغة في الدبلوماسية الدولية". وكان عادل الجبير، وزير الخارجية السعودي، قد قال، في وقت سابق، إن الموقف الكندي بُني على "معلومات مضللة"، مؤكدا أن أي شخص محتجز لدى السلطات في بلاده "يخضع للقوانين السعودية، التي تضمن حقوقه". وتقدمت منال الشريف، الناشطة في مجال حقوق المرأة السعودية، بالشكر إلى كندا، التي "تحدثت في هذه القضية"، متسائلة عن الوقت الذي تحذو فيه دول الغرب حذو كندا. وفي تطور سلبي يشير إلى المزيد من تدهور العلاقات بين البلدين، نشر حساب رسمي على موقع التواصل الاجتماعي توتير، يُقال إن له صلة بالسلطات السعودية، صورة لطائرة تتجه إلى برج "سي إن" الشهير في تورنتو موسمة بنص يقول: "من تدخل فيما لا يعنيه، لقي ما لا يرضيه". وربط مستخدمو موقع التواصل الاجتماعي بين الصورة، ومشهد الهجوم بالطائرات على برج التجارة العالمي في الولاياتالمتحدة في الحادي عشر من شتنبر 2001. وحُذف هذا الحساب، لكن الإصدارات المخزنة من تويتر لا تزال تظهره على الأنترنت. من هم الناشطون المحتجزون لدى السلطات السعودية؟ قال مكتب المفوضية السامية لحقوق الإنسان في الأممالمتحدة، الثلاثاء الماضي، إن 15 شخصا على الأقل من المدافعين عن حقوق الإنسان في السعودية، الذين ينتقدون الحكومة السعودية، محتجزون لدى السلطات هناك. وأضاف التقرير نفسه أن ثمانية من بين هؤلاء تم إطلاق سراحهم "لمراجعة الإجراءات القانونية"، لكن مصير المحتجزين الباقين لا يزال مجهولا حتى الآن. ويواجه أغلب المحتجزين من الناشطين الحقوقيين اتهامات خطيرة تتضمن "العمالة لصالح قوى خارجية"، والتي قد تستوجب عقوبات بالسجن تصل إلى عشرين سنة. وقالت جماعات من المدافعين عن حقوق الإنسان إن سمر بدوي احتجزت هي الأخرى الأسبوع الماضي لتلحق بناشطة حقوق المرأة نسيمة الساده. ومُنحت سمر جائزة "نساء شجاعات" الدولية الأمريكية، في عام 2012، وهي معروفة بمعارضتها الشديدة لنظام ولاية الرجال المعمول به في السعودية. وحُكم على شقيقها رائف بدوي بالسجن لمدة عشر سنوات وألف جلدة بتهمة "إهانة الإسلام" عبر الأنترنت عام 2015 ، بينما تقيم زوجته إنصاف حيدر في كندا، وحصلت في الفترة الأخيرة على الجنسية الكندية.
Image processed by CodeCarvings Piczard ### FREE Community Edition ### on 2018-08-06 23:25:26Z | | ÿÑÂÇÿÿH,$ÿï£øG