في تطور جديد لجريمة أزرو والتي أسفرت عن سقوط 3 قتلى و إصابة 5 أشخاص بجروح متفاوتة الخطورة من بينهم امرأة ودركي، علمت "أخبار اليوم" من مصدر قضائي بأن المحققين لم يتمكنوا من إجراء أبحاثهم مع الأستاذ الجاني واستنطاقه بخصوص المنسوب إليه، وذلك بعدما كان منتظرا أن يمثل صباح يوم أمس الثلاثاء أمام الوكيل العام للملك لدى جنايات مكناس بعد مضي أزيد من 24 ساعة عن اعتقاله في حادث إطلاقه الرصاص من بندقية صيد ليلة الأحد/الاثنين الأخيرة. من جهته، كشف مصدر قريب من الموضوع للجريدة، بأن عدم فتح المحققين لأبحاثهم التمهيدية مع الأستاذ الجاني والاستماع إليه، راجع إلى سوء حالته الصحية، بعد أن قرر الأطباء بمستشفى محمد الخامس بمكناس إخضاعه لعملية جراحية عاجلة بذراعه الأيسر، أصيب فيه بتمزق في أنسجة الجهاز العصبي على مستوى اليد والأوردة الدموية، مما أدى إلى نزيف دموي حاد، وذلك بعد أن اخترقت رصاصة أطلقها عليه أحد عناصر الدرك، ذراعه الأيسر خلال تدخلهم لاعتقاله، وهو ما دفع النيابة العامة إلى الاستجابة لطلب الأطباء والذين أمروا بإجراء عملية جراحية دقيقة للجاني لخطورة إصابته، مما ترتب عنه تأجيل موعد وضعه تحت تدابير الحراسة النظرية لاستنطاقه قبل إحالته على الوكيل العام للملك للنظر في ملفه. وأضاف ذات المصدر، أن الجناح الذي يوجد به الأستاذ الجاني بمستشفى محمد الخامس بمكناس، يخضع لمراقبة أمنية مشددة، تحسبا لأي اعتداء قد تنفذه عائلات الضحايا الثلاث الذين قضوا في حادث إطلاق الرصاص بضواحي مدينة أزرو، خصوصا أن الأستاذ الجاني وخلال نقله ليلة الحادث إلى مستشفى 20 غشت بأزرو لتلقي العلاج عقب إصابته برصاص عناصر الدرك خلال اعتقاله، تعرض لتهديدات بالقتل من عائلات الضحايا، مما أجبر السلطات الأمنية إلى التعجيل بنقله إلى مستشفى محمد الخامس بمكناس ووضع الغرفة التي يرقد بها بالمستشفى تحت حراسة عناصر الأمن من الشرطة والدرك، حيث منعوا عليه الزيارة أو الاقتراب من غرفته، تورد مصادر "أخبار اليوم". من جهتها تسلمت عائلات الضحايا الثلاث جثامينهم مساء أول أمس الاثنين، حيث جرت مراسيم دفن جماعي شارك فيها سكان قرية "آيت يحيى أوعلا" التابعة لنفوذ الجماعة الترابية "تيكريكرا" بضواحي مدينة أزرو، والتي حج إليها سكان المناطق والجماعات المجاورة لتأبين ضحايا حادث إطلاق الرصاص، بعد ليلة مروعة عاشها سكانها ليلة الأحد/ الاثنين الأخيرة، فيما لا يزال أحد المصابين في الحادث، يخضع للمراقبة الطبية بقسم الإنعاش بالمستشفى الجامعي بفاس، نقل إليه من المستشفى الإقليمي لإفران، بعد أن ساءت حالته الصحية فجر يوم الاثنين الماضي عقب إصابته بشظايا خراطيش البندقية على مستوى الرأس والأحشاء، أما المصابان الآخران اللذان يرقدان بمستشفى أزرو، احدهما ابنة شقيق الأستاذ الجاني وزوجة شخص قضى في الحادث، فإن حالتها الصحية استقرت وتجاوزت مرحلة الخطر، بحسب ما كشف عنه مصدر طبي بمستشفى أزرو، والذي غادره صباح أول أمس الاثنين ضحيتان كانا أصيبا بجروح خفيفة من جراء شظايا خراطيش بندقية الأستاذ خلال إطلاقه النار بشكل عشوائي في كل الاتجاهات. وكان الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بمكناس، رشيد تاشفين، قد أوضح في بلاغ أصدره مساء أول أمس الاثنين، بأن الأستاذ الجاني وبعد قتله لثلاثة أشخاص وجرح 5 آخرين، واصل إطلاق الرصاص بشكل عشوائي ومطاردة المارة، مما تطلب تدخلا لعناصر الدرك والذين واجهوا مقاومة من الأستاذ مشهرا بندقيته في وجوههم لمنع اعتقاله، حيث أطلق عليهم أعيرة نارية يقول بلاغ النيابة العامة، وهو ما رد عليه عناصر الدرك باستعمال سلاحهم الوظيفي للحد من خطورته، مما تسبب في إصابته على مستوى ذراعه الأيسر.