كشفت معطيات جديدة وخطيرة، أن أباطرة الحشيش المغربي شرعوا في اكتساح السوق الأمريكو لاتينية الواعدة، من أجل الرفع من عائداتهم المالية الضخمة، في ظل انشغال الأجهزة الأمنية المغربية والأوروبية بتدمير البنية التحتية لشبكات الحشيش بين شمال المملكة والجنوب الإسباني. هذه التطورات الجديدة استنفرت المخابرات العالمية، والتي فتحت على إثرها تحقيقات أدت إلى كشف وجود منظمة إجرامية تقوم بعملية مقايضة الحشيش بالكوكايين من خلال شحن الأول في سفن من سواحل المغرب، وتفريغه في سفن أخرى في أعماق البحار قبالة فنزويلا، وشحن الثاني والعودة إلى السواحل الإسبانية. فيما يرجح إمكانية أن أباطرة هولنديين من أصول مغربية بتنسيق مع مافيا في منطقة "غالسيا" الإسبانية، يقفون وراء "عملية المقاضية" هاته، حسب ما كشفته مصادر إسبانية ومن أمريكا اللاتينية. المعطيات ذاتها كشفت أن مقاضية الحشيش بالكوكايين، مع إمكانية دفع أباطرة الحشيش المغربي أموال إضافية، نظرا إلى أن قيمة الثاني مرتفعة؛ استنفرت المخابرات الأمريكية والفرنسية والبريطانية والإيطالية والبرتغالية والإسبانية، الشيء الذي جعلها تتبع أثر سفينة "وال ستريت" الحاملة للعلم الهولندي، والتي كانت تنوي إدخال 1.5 طن من الكوكايين الكولومبي إلى إسبانيا مع ضمان مقايضته بالحشيش الذي ارتفعت قيمته في أمريكا اللاتينية مقارنة مع إسبانيا. رحلة السفينة بدأت قبل شهور من ميناء برشلونة بقيادة طاقم من كرواتية وأمريكا، قبل أن يجد الطاقم، بسبب عطب، نفسه مطالبا بالتوقف في ميناء مورسيا يوم 3 أبريل الماضي، في ميناء مالقة يوم 12 أبريل. بعدها استأنفت الرحلة، لكن ليس صوب أمريكا اللاتينية بل إلى شاطئ المحمدية بالمغرب، حيث قام الطاقم بشحن "كميات ضخمة من الحشيش" في السفينة الشراعية التي يبلغ طولها 20 مترا، قبل أن يكمل الرحلة صوب جزر الكناري. ويعتقد الأمنيون الإسبان أن السفينة المحملة بالحشيش رست بميناء لاس بالماس قبالة الأقاليم الجنوبية للمملكة يوم 20 أبريل، للاستراحة في انتظام قطع مسافة 4800 كيلومتر حتى جزيرة غويانا الفرنسية شمال شرق أمريكا الجنوبية. وتضيف المصادر ذاتها أن طاقم السفينة فرغ الحشيش في دلتا نهر إيسيكويبو في منطقة غيانا على الساحل الشمالي لأمريكا الجنوبية، وشحن 1.5 طن من الكوكايين قبل العودة من جديدة إلى إسبانيا، حسب صحيفة "لابوث دي غاليسيا". المصدر أشار قائلا: "كانت كميات الحشيش ضخمة وثقيلة بكثير مقارنة مع الكوكايين، لكن لا يعرف هل تم دفع أموال إضافية أخرى نقدا، إذ فقط وجدت 5 ملايين سنتيم في السفينة"، مضيفا أن "التحقيقات أكدت بشكل واضح أن الحشيش مخدر ذو قيمة مرتفعة جدا وقليلة في الجانب الآخر من الأطلنتي (في أمريكا اللاتينية)، لهذا فقيمته مرتفعة مقارنة مع إسبانيا". غير أنه في الوقت الذي كان طاقم السفينة يحتفل بإتمام عملية المقايضة بنجاح، كانت المخابرات الأمريكية والبريطانية والفرنسية والإيطالية والبرتغالية والإسبانية ترصد السفينة، قبل أن يتم اعتراض سبيلها من قبل الأمن الإسباني يوم 25 يونيو المنصرم قبالة سواحل قاديس.