على عكس التصريحات التي أطلقتها وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات في لقائها الأخير بالرباط، أكدت مصادر مطلعة، أن عملية ترقيم أضاحي العيد التي بلغت 3 ملايير و600 مليون، تعرف تعثرا كبيرا بعد أن عجزت الفيدرالية البيمهنية للحوم الحمراء عن تنفيذ هذه المهمة الصعبة، وتتبع وإحصاء حوالي 100 ألف ضيعة لتسمين الأغنام. وحسب مصادر الجريدة، وبعد الاتفاقية التي وقعتها وزارة الفلاحة من جانب واحد مع الفيدرالية البيمهنية للحوم الحمراء، تفاجأ أطر المكتب الوطني للسلامة الصحية أخيرا، بمراسلة رسمية تطالبهم بإنقاذ عملية ترقيم الأضاحي من الفشل والانخراط في هذه العملية التي دخلت مرحلة الخطر، ووعدتهم بتقديم تعويضات مالية. حسب المصادر ذاتها، فإن لقاء عزيز أخنوش، وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، المنعقد يوم الثلاثاء الماضي، الذي جمعه بمحمد كريمين رئيس الفيدرالية البيمهنية للحوم الحمراء، وخصص لتدارس الاستعدادات الخاصة بعيد الأضحى، فقد باء بالفشل رغم بلاغ الطمأنة الذي سارعت الوزارة بإصداره، فقد بدا واضحا أن أخنوش وجد نفسه في ورطة بسبب المعطيات التي تم تداولها في اللقاء المذكور بمقر الوزارة، وحضره مدير المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية، والتي أظهرت فشل عملية ترقيم أضاحي العيد بعد ما عجزت الفيدرالية البيمهنية للحوم الحمراء عن ترقيم الأضاحي في محاولة لمواجهة فضيحة تعفن لحوم العيد، وهو الأمر الذي اضطر وزارة الفلاحة أن تطلب من مفتشي وبياطرة "لونسا"، إنقاذ هذه العملية من الفشل وإتمام وتنفيذ صفقة ترقيم الأضاحي التي كلفت حوالي 36 مليون درهم، إلا أن مصادر الجريدة شددت على أن أطر المكتب رفضوا تأطير هذه العملية، نظرا إلى صعوبتها وضعف الإمكانيات اللوجيستكية، وضيق الوقت الذي يفصل بينها وبين عيد الأضحى. وحسب مصادرنا دائما، فإن الاجتماع الذي انعقد بحضور أعضاء هذه الفيدرالية البيمهنية للحوم الحمراء، ومديري المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية والمكتب الوطني للاستشارة الفلاحية، ومديري ومسؤولي الوزارة، كان الغاية منه هو إنقاذ ما يمكن إنقاذه بعد الانطلاقة المتعثرة لهذه العملية، وغياب الوصلات الإشهارية التي اختفت من شاشات التلفزة بعد ما أعلن عنها في وقت سابق، كما سعت وزارة الفلاحة في لقائها جاهدة، إلى إنجاح عملية تثبيت حلقات ترقيم الأغنام والماعز المخصصة لعيد الأضحى، وهي العملية التي تؤكد مصادر الجريدة، أنها فشلت في ضمان تتبع أفضل للماشية وتكريس الشفافية في المعاملات التجارية. وفي السياق قالت مصادر مقربة من لقاء وزارة الفلاحة، إن اجتماع أخنوش، أظهر تأخرا واضحا في انطلاق عملية ترقيم الأضاحي، بعد تقييم هذه العملية، على الرغم من التقدم الذي أكده بلاغ وزارة الفلاحة، وهي العملية التي سبقتها حملة لتسجيل وحدات تربية الماشية والتسمين من قبل المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية. وحسب مصادرنا، فإن رغبة الوزارة في الاستعانة بمفتشي وبياطرة المكتب الوطني للسلامة الصحية، لتنسيق تدخلات الجهات المؤسساتية والمهنية، لضمان الانسجام اللازم في الجهود المبذولة، باءت بالفشل بعد ما رفض أطر المكتب الانخراط في عملية الترقيم التي تم إقصائهم منها منذ البداية، وبعد ما ظلوا يطالبون الوزارة عن طريق النقابات بضرورة إحداث برامج وطنية لاجتثاث الأمراض التي تمس بالثروة الحيوانية للمملكة بعد فضيحة تعفن أضاحي عيد الأضحى السنة الماضية.