لا تخلف عين أي زائر للمحلات التجارية الكبرى لافتات إعلانات التخفيض المصاحبة لجل منتجات شركة "سنطرال دانون". وتعمل شركة "سنطرال دانون"، الرائد الأول لإنتاج الحليب في المغرب، والمستحوذ على حوالي الثلثين من حصة السوق، جاهدة لاستعادة زبائنها، وإعادة الثقة بينها والمستهلك المغربي. وبعد حملتها الإعلانية تحت وسم "#خلينا نتصالحو"، تعرض "سنطرال" منتجاتها في المحلات الكبرى بتخفيضات كبرى، حيث بلغ التخفيض في منتج الحليب "UHT" أكثر من ثلث قيمته، ومنتجات حليبية أخرى بأكثر من النصف. والمتتبع لمسار الشركة، منذ أن شملتها المقاطعة الشعبية، إلى جانب "اولماس"، و"أفريقيا غاز"، يظهر له التخبط في خطابها التواصلي، ومدى الضرر، الذي تتجرعه نتيجة ضرب المقاطعة، وانكماش حجم الشركة أمام المستهلك. وراجت أنباء عن أن شركة سنطرال تلقت عرضا للشراء من طرف شركة "نيستلي" العالمية، إلا أنها رفضت مناقشة العرض، فهل اقتربت نهاية سنطرال في السوق المغربية؟ وهل تنجح في الإبقاء على حصتها في السوق؟ وكان "إيمانويل فابير"، الرئيس المدير العام لشركة "سنطرال دانون" قد اعترف، في وقت سابق بقوة حملة المقاطعة، وأشار إلى أن المقاطعين قدموا رسالة واضحة إلى الشركة، على الرغم من التأثر الكبير، الذي لحق أنشطتها. وأضاف "إيمانويل" أنه، بعد الانصات إلى المواطنين، أصبح لزاما الأخذ بعين الاعتبار بعض الالتزامات، التي من شأنها إرضاء المواطنين، ومن بين هذه الالتزامات، السعي إلى تحقيق الإنصاف للعلامة التجارية، وضمان أقل سعر ممكن للبقالين، والمستهلكين، مع الحفاظ على السعر المدفوع لمربي المواشي، المتعاملين مع الشركة في الالتزام باحترام القانون المغربي. وتعتزم سنطرال دانون إعطاء إنطلاقة مبادرة تحديد السعر الجديد لحليب سنطرال، وذلك بعد مرور ثلاثة أشهر، تقريبا عن بدأ حملة المقاطعة الشعبية، التي مست العلامة الأولى الموزعة للحليب في المغرب، عبر إشراك المستهلك.