بعد التعليمات الملكية القاضية بإعمال مبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة، عاد موضوع محاربة الفساد بقوة إلى خطاب سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة، خلال اجتماع فريقه الحكومي الأخير، وأمس الأحد، خلال اجتماع حزبي له. العثماني، الذي كان يتحدث، صباح أمس الأحد، في اليوم الدراسي لمنتدى الأطر والخبرات لحزب العدالة والتنمية، قال عن الفساد، الذي ينخر جل الإدارات المغربية، إن مظاهره من رشوة، ومحسوبية، وزبونية، وغيرها، تأخذ 5 في المائة من الناتج الوطني الخام، ما يعادل ميزانية بناء 150 مستشفى، أو 300 مدرسة مجهزة. وعل الرغم من الصورة القاتمة لواقع تجذر الفساد، والتي عكستها التقارير الدولية، التي استشهد العثماني ببعضها، إلا أن رئيس الحكومة والأمين العام للبجيدي، دعا إلى ضرورة استحضار الجهود المبذولة في مجال تحسين ظروف العيش، ومحاربة الفساد، مشيرا إلى أن الفقر تقلص بنسبة 50 في المائة ما بين عامي 2004 و2014، مستشهدا بالآية الكريمة "وأما بنعمة ربك فحدث". ووجه العثماني إلى المنتدى، الذي يضم أطرا وخبراء الحزب، انتقادا على عدم وجود النساء بنسبة كافية، داعيا إياهم إلى تعزيز الحضور النسوي في هذا المنتدى إعمالا لمبدأ المناصفة، الذي ينص عليه الدستور. وناشد العثماني خبراء حزبه الانخراط بفاعلية من داخل مؤسسات الحزب للإجابة عن التساؤلات الاجتماعية، والاقتصادية المطروحة اليوم، والإيهام في عملية التفكير الجماعي.