قبل أزيد من 20 يوما، نشرت" أخبار اليوم" تحقيقا يكشف ارتفاع نسبة وفيات الرضع بحوالي 34 في المائة خلال سنة 2017، وذلك بقسم الولادة التابع للمركز الاستشفائي الجامعي السويسي بالعاصمة الرباط، في الوقت الذي شهد فيه مستشفى الولادة الليمون، مثلا، انخفاضا خلال نفس الفترة ب48.72 في المائة. ونشرنا، خلال التحقيق، مضامين تقارير "سوداء" حصلت عليها الجريدة، تشير إلى وجود وفيات عدة رضّع بسبب "الإهمال الطبي"، حيث رحل بعضهم بسبب تأخر الطبيب، وآخرون بسبب غياب الحاضنات بقسم الإنعاش، فيما رحل بعضهم الآخر بسبب أخطاء في التشخيص. وفي الوقت الذي كان على إدارة المستشفى، تقديم توضيحات بشأن هذه الوضعية الكارثية، التي يؤكدها أطباء وأطر طبية عملت وتعمل داخل المستشفى نفسه، تسارع لتطويق هذه الأزمة، عبر البحث عن مسرب المعطيات الرسمية إلى "اليوم24". وجرى، نهاية الأسبوع الماضي، توقيف الممرضة الرئيسية بقسم الولادة داخل المستشفى، بتهم رسمية تتحدث عن "عرقلة تحقيق جار في الموضوع"، بينما التهم غير الرسمية هي "تسريب معطيات صحيحة للصحافة". فاطمة الطالب، الممرضة الرئيسية، بقسم الولادة، استغربت إقحامها في هذا الموضوع، نافية أن تكون قد صرّحت أو سربت أية معطيات ل"اليوم24″، معتبرة أن قرار توقيفها تعسفي وجائر. وقالت في تصريح ل"اليوم24″، إن مستشفى الولادة شهد، منذ نشر التحقيق، تغييرا جذريا، حيث "لم يعد أي رضيع في حاجة إلى حاضنات في قسم الإنعاش، بعدما كانوا يظلون لأيام بقاعة الولادة في انتظار أماكن شاغرة". ورفضت المتحدثة تسلم قرار الإعفاء من مهمتها، مقررة خوض كل الأشكال الاحتجاجية، بما فيها وقفة أمام إدارة المستشفى، اليوم الاثنين، إلى جانب إمكانية التوجه إلى المحكمة الإدارية للطعن في هذا القرار. مصادر "اليوم24" داخل المستشفى، أفادت أن غليانا غير مسبوق شهده هذا الأخير بعد نشر المضامين الصادمة للتحقيق، والتي تعاكس مجهودات المملكة في إطار تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية 2030 التابعة للأمم المتحدة، التي تبقى على رأسها تخفيض نسبة وفيات الأطفال. وتم تشكيل لجنة تابعة لمديرية المركز الاستشفائي الجامعي، للتحقيق في هذه الاختلالات، وسط حديث عن غياب شرط الاستقلالية، حيث تم تدبير هذا "التحقيق" بشكل داخلي، بدل أن تتكلف لجنة مستقلة به. وبالرغم من ذلك، تفيد المعطيات التي توصلت بها الجريدة، أنه تم الوقوف على الاختلالات التي تتضمنها التقارير والمراسلات التي نشرت مضامينها "اليوم24″، حيث أصيبت إحدى المسؤولات المباشرات عن تدبير إحدى المصالح المعنية بالموضوع، بحالة إغماء فور نشر المعطيات، وتداولها في اجتماع ماراطوني لتطويق الموضوع.