لقيت دعوة رئيس الوزراء الماليزي محمد مهاتير مواطنيه إلى التبرع لتسديد ديون البلاد استجابة واسعة في البلاد، فيما تعهد هو بإلغاء عدد من المشاريع التي يرى بأنها غير ضرورية، وضمنها مشروع للقطار فائق السرعة. وقال وزير الاقتصاد الماليزي "ليم غوانغ إينغ" إن الصندوق الذي أنشأته الحكومة لتلقي تبرعات المواطنين من أجل سداد ديون البلاد نجح في جمع ما يقرب من 7 ملايين دولار خلال 5 أيام. وقال ليم إن "تبرعات المواطنين لصندوق الأمل الذي أُنشئ يوم 30 من ماي الماضي، وصلت حتى اليوم إلى 6.8 مليون دولار". وجمع الصندوق تبرعات قيمتها 1.76 مليون دولار في اليوم الأول لإطلاقه. وكان رئيس الوزراء الحالي مهاتير محمد أنشأ "صندوق الأمل" بعد فوزه في الانتخابات التشريعية في التاسع من ماي الجاري، وذلك من أجل إعادة بناء البلاد. من جهة أخرى، أعلن مهاتير اليوم الاثنين التخلي عن مشروع ربط بلاده مع سنغافورة بقطار فائق السرعة، سعيا إلى تصحيح الوضع المالي لماليزيا الذي قال إنه تدهور بسبب تورط الحكومة السابقة في فضائح فساد، وتسببه في رفع ديون البلاد إلى 252 مليار دولار. وقال مهاتير انه اتخذ "قراراً نهائياً" بالتخلي عن مشروع الربط الحديدي الفائق السرعة بين كولالمبور وسنغافورة الموقع في 2016 والهادف إلى تقليص مدة الرحلة إلى 90 دقيقة بدلاً من خمس ساعات حالياً عبر الطريق ونحو ساعة بالطائرة. وأوضح مهاتير محمد (92 عاما) أن "هذا المشروع لا يجلب أي ربح .. وسيكلف الكثير من المال ولن نربح منه شيئاً"، وذلك في إشارة إلى مشروع القطار الذي تقدر كلفته ب15 مليار دولار. وكان مهاتير محمد، الذي تولى رئاسة وزراء ماليزيا منذ عام 1981 وحتى عام 2003، قبل أن يعود إليها مؤخرا إنه "عاد للسياسية لتخليص البلاد من مستويات فساد غير مسبوقة". وحاصرت رئيس الوزراء الخاسر، نجيب عبد الرزاق، تهم فساد تتعلق باختلاس نحو 4.5 مليار دولار أمريكي من صندوق التنمية الوطني الماليزية، منها نحو 700 مليون دولار في حسابه الخاص. لكن عبد الرزاق ينفي الاتهامات ويؤكد براءته منها. وأصدرت الحكومة الماليزية، تحت قيادة عبد الرزاق، عدة قرارات اقتصادية عدة، شملت فرض ضرائب جديدة وإلغاء دعم المحروقات، مما تسبب في ارتفاع تكاليف المعيشة وزيادة الغضب الشعبي. وعن أسباب عودته للسياسية، قال مهاتير محمد، إنه "شعر أن من واجبه أن يتصدى للفساد الذي انتشر في ماليزيا". كما أقر مهاتير بأنه أساء لنائبه السابق ولزعيم المعارضة القابع في السجن أنور إبراهيم، وإنه نادم على ذلك، وطلب منه العفو.